الجمعة، 1 يوليو 2016

المشهد اللغوي في أفريقيا مسار وعوائق



المشهد اللغوي في أفريقيا
مسار وعوائق
     في الواقع هناك أشياء يجب إزالة الضباب عنها، منها أصالة اللغات الأفريقية وضربها في القدم؛ يكمن ذلك فيما يتردد أحيانا في بعض المجلات المتخصصة والصحف، إذ نشر Gautam Naik بحثا معنونا تحت " أم اللغات " في صحيفة the wall street journal  يخلص فيه إلى ما  تشير إليه دراسة جديدة في " أن اللغة التي يتحدث بها البشر الأفريقي في وقت مبكر بين 50.000 و 70.000 سنة مضت، ساهمت في نجاح التطور للجنس البشري [... ] ويستند أبحاثه على الفونيمات، والوحدات المميزة للصوت مثل حروف العلة، ونغمات الحروف الساكنة"[2]. ويذهب أيضا إلى أن بعض اللغات الأفريقية تستخدم ما يزيد على 140 فونيما، مقارنا بمثيلاتها في قارات أخرى التي تستعمل أقل من ذلك بكثير ـ كما سيتضح في الرسم أدناه ـ فقارنها بغيرها ليستنتج أنها ساهمت في تطوير الفونيم أساسا، ثم تأثيرها في غيرها من اللغات العالمية المختلفة، وفي نفس السياق ذهب الدكتور أتكينسون، بل إلى أبعد من ذلك، عندما توصل إلى دعم مقولته بـ" الأدلة الجينية مؤخرا " ليخلص إلى " أن الإنسان الحديث ظهر في أفريقيا وحدها"[3].

     و في نفس السياق نشر John McWhorter مقالة في صحيفة the root بعنوان " للتعرف على اللغات، اسأل أفريقيا تخبرنا عن أصولنا" استند المؤلف على أدلة جينية مبنية على " نقاط الحمض النووي  ليخلص أن أفريقيا هي مهد البشرية، وأن معظم أصوات المعمورة تنحدر منها [4]"
     إن الذي يتتبع الظروف التي تمر بها اللغات الأفريقية، لا ينتابه شك في أنها تعيش وضعا مزريا، إذ يعكس القارة ذاتها؛ لما تعرف من الكثرة، وقلة الاهتمام من جانب، مرورا بالهيمنة اللغوية والوضع الاقتصادي المتردي وعدم التخطيط اللغوي والهرمية...إلخ، كل ذلك ألا يمكن أن  يكون لها  مردوديات؟!
وعليه يمكن أن نطرح السؤال التالي: ما الظروف التي تمر بها اللغات الأفريقية؟ وما هي العوائق التي تحول دون تطورها؟


[1] ـ د. إسماعيل زَنْغُـو بَرَزِي، أستاذ مساعد في اللسانيات العامة والعربية بقسم اللغة العربية، جامعة بماكو، مالي. للمراسلة baraziismaila2000@yahoo.fr
[2]- URL:http://online.wsj.com/article/SB10001424052748704547604576262572791243528.html؟mod=googlenews_wsj
[3] ـ راجع الجدول في  ملحق الخرائط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق