الخميس، 4 مايو 2017

المشهد اللغوي بمالي مقاربة وصفية لسانية





المشهد اللغوي بمالي1
مقاربة وصفية لسانية

د.إسماعيل زنغو برزي

مدخل:
تحتضن هذه الصفحات المتواضعة دراسة ميدانية لبعض الظواهر اللغوية2 الشائكة والمنتشرة في أرجاء مختلفة بمالي، كالأحادية اللغوية، والثنائية، وكذا التعدد اللغوي، مع العناية أيضا بالازدواجية اللغوية بصورتيها البسيطة والمركبة، وقد قسمنا هذا العمل إلى إطارين: النظــــري و التطبيقي.
وسنجيب في هذه الدراسة عن مجموعة من الأسئلة كـ: ما الفرق بين الازدواجية و الثنائية؟ ما مميزات كل منهما ؟ وما انعكاساتهما على لغات مالي؟ ما أكثر لغات مالي انتشارا ؟ ما المتنوعة اللغوية الأكثر هيبة واعتبارا و حيوية واستقرارا ؟ وعلى أية فرضيات حازت هذه المتنوعة اللـغوية على تلك المميزات ؟ واختتمنا المقالة بإيراد بعض الجوانب الإيجابية والسلبية للثنائية اللغوية. هذه وغيرها من الاستفسارات التي ستكون محط دراستنا بإذن الله؛ وعليه نبدأ بالجانب النظري.
أ- إطار نظري
لئن ألقيت نظرة على لغات مالي، لداهمك مبدئيا ظاهرتا الازدواجــيةdiglossie و الثنـــائية bilinguisme اللغويتين اللتين لا يكاد يخلو منهما إلا الحواضر، وهما - في الواقع- من الموضوعات المهمة التي نالت اهتمام كثير من اللسانيين قديما وحديثا؛ وبعد الدراسة المتمعنة، توصلنا إلى أنهما ليستا قاصرتين على مجتمع دون آخر، ولا على شعب فقط، بله القول بالاقتصار على لغات الشعوب النامية، بل تتسم بالطابع الكوني وتنطبق على جميع اللغات، ويكفينا دليلا ما قام به – كما سنرى- كثير من علماء الغرب من أعمال جديرة بالاهتمام بشأن الازدواجية و الثنائية في لغاتهم.
وإذا أردنا فعلا دراسة الازدواجية والثنائية بمالي يتحتم علينا معرفة الوضع اللغوي و السياسة اللغوية الراهنين، وعلى ضوء ذلك يدعونا LYONS 3John« إلى دراسة اللغة بأدوات الملاحظة و المراقبة القابلة للفحص بطريقة تجريبيةempirique في سياق نظري عام، محددا البنى اللسانية». بهذه المعلومات يمكن تطبيق الظاهرتين على اللغات المالية على أساس البصيرة بهذه الآليات اللسانية.
1- الثنائية اللغويةle bilinguisme :
تعرضت الثنائية لكثير من التعريفات يمكن إيراد بعضها:
1- بلومفيلد 4معرفة لغتين إلى درجة مماثلة لمعرفة لغة الأم.
2- بركة5 استعمال لغتين بمستوى واحد من الإتقان.
3- بوكوس6 قدرة المتكلم أو الجماعة اللغوية على استعمال نسق لغتين بالتناوب alternativement.
وعلى ضوء التعريفين (2،1) فقد طرح مبدأيْ: الاستعمال و المعرفة لتحديد ماهية الثنائية التي تعني إمكانية تمظهر اللغتين، بيد أننا نفهم في التعريف الأخير: القدرة الذهنية على معرفة قواعد اللغتين، وعليه فلا يوجد فرق كبير بين هذه التعريفات؛ إلا أن ما أرجحه بينها هو التعريف الأخير لتمتعه الشمولية؛ فقد جمع بوكوس في تعريفه بين القدرة اللغوية للفرد أو الجماعة مع النسق اللغوي، وهما أسـاسيان- حسب فهمي – للثنائية التي نتوخى إليها. وتقتضي الثنائية بعض الروائز المهمة حسب بوكوس7 أيضا:
  • التركيب composé و الاختلاطmixte ، عندما تستعمل اللغتان بطريقة مختلفة أو عندما يكون هناك رمز الاقتراض code switching.
  • التنسيق coordonné:عندما تستعمل اللغتان بطريقة نظامية ووظيفية حسب الوضع التواصلي.
  • التماثلية symitrique : عندما تكون اللغتان قد ضبطتا بالتساوي.
  • اللاتماثليةasymitrique : عندما تضبط اللغتان بطريقة غير متساوية.
  • الفهم intellection و التعبير expression عندما تكون اللغتان قد فهمتا وتـُكلمتا.
- الفهم intellection : عندما تكون إحدى اللغتين- فقط- فهمت وتعذر التحدث بها.
وقد خلص بوكوس8 بعد استعراض هذه المميزات إلى أن المتكلم الثنائي اللغة النموذجي، هو: مَن يتأهل لاستعمال لغتين مختلفتين متزامنتين مرتجلتينperforme بلا غموض استعمالا ووظيفة، ولكن يتحقق هذا التأهل لدى عدد قليل من الناس، وعليه يمكن القول بأن الثنائية اللغوية لا يمكن أن تكون على مستوى الجماعة sociale ، بل تكون أساسا فرديا.
في ضوء ما سبق نفهم أن الحجر الأساس للثنائية يتركز على استعمال نظام لغتين فقط كما هو الحال الذي يقع عليه انطباعاتنا الأولية عند دراسة هذا الموضوع الذي يوجد – أحيانا- في كثير من أقاليم مالي خاصة في أجزاء متفرقة من:
كاي: نظرا لأن اللغات الموجودة في هذا الإقليم كثيرة، منها: الفلانية، سركولي، كاسنك ( إحدى لهجات المانديكا – كالبمنان ) .. إلخ فيجيد ساكنوها لغة الأم بالطبع، ثم إحدى هذه اللغات.
سيكاسو: تعرف هذه اللغات: سيناره، بومو، مماره، يجيد أبناء هذه اللغات إلى جانب لغتهم الأم البمنان مثلا أو غيرها.
غاو: يوجد بها صنغي، فلانية، تماشيك، حسانية (لهجة عربية)، وغالبا ما يجيد أبناء هذه اللغات الأخيرة إلى جانب لغاتهم - لغة- صنغي أو غيرها.
وهناك ظاهرة أخرى - في اعتقادي- يمكن أن ينضوي تحته عفويا وهو:التعدد اللغوي9 muliliguisme الذي هو نسق منتشر في مجتمعاتنا أيضا خاصة في إقليميْ:
موبتي و تمبكتو: ذلك أن اللغات الأكثر انتشارا في ضواحي10 المنطقتين هي: فلانية، بوزو، صنغي، ويجيد بعض أبناء هذه المنطقة اللغات الثلاثة، وإلا فاثنتين إلى جانب البمنان بدرجات متقاربة جدا إن لم نقل متوازنة. وبهذا نخلص أن مالي تعرف الثنائية اللغوية في أكثر المناطق غير الحضرية، بل و حتى التعدد اللغوي الذي نجده منتشرا أيضا في الأقاليم الشمالية.
2- الازدواجية اللغوية la diglossie
يمكن إيراد بعض التعريفات لها:
  1. استعمال طبقي hiérarchisé للغتين أو لهجتي اللغة الواحدة، إذ يكون أحدهما أقل قيمة اجتماعيا11 .
  2. استعمال لغتين متناوبتين في الدلالة الثقافية sémio-culturel المختلفة، أو عندما تمثل اللغتان وظيفة تواصلية متممة12.
3. هي عندما تكون هناك متنوعتان أو أكثر لنفس اللغة - في عدة مجموعات لغوية - يستعملها المتكلمون تحت شروط مختلفة، و أكثر الأمثلة انتشارا لهذا النموذج هو اللغة المعيارية )القياسية 13 (و اللهجات المحلية 14.
لتسليط الضوء على هذه التعريفات يمكن القول، إن التعريف الأول قد تركز على الطبقية بين اللغتين أو اللهجتين من نفس الفصيلة الجينينيكية15، مركزا على جانب الخدمة أو استعمال اللغة اجتماعيا، بيد أننا في التعريف الثاني نجد أنه قد تبنى التناوب المبني على دلالة البنى ليكون حجر الأساس في العملية الازدواجية، أو عندما تسعى اللغتان إلى التكامل فيما بينهما، ويمكن أن نرسمه رياضـيا أن: [ < أ > ≠ < ب >]، أي أن لغة < أ > توظف في مقام لا تستعمل فيه لغة < ب >، أو< أ > يختلف عن < ب > .
وقد تعرضت ظواهر الازدواجية للدراسة في كثير من الدول، هذا ما يعكس اختلافا في تعريفها، إذ عَرفت لهجتي سويس16 ولغتي الكتلانية و الأكسيتان17 هذه الدراسة.
و يبدو أن وضع الازدواجية في أية دولة منها يختلف عن الآخر، مما دعا إلى هذا التنوع التعريفي، وربما يدعونا إلى القول بأن مصطلح الازدواجية اسم نوعي Hyperonyme، يحتضن في طياته كثيرا من التعريفات، لذلك نخلص إلى عدم محدودية الازدواجية في تعريف واحد.
أما فرغسون – الذي يستدعينا وقفة- فقد دوّن في مقالته المطولة كثيرا من المعلومات المهمة، معززا بالأمثلة والجداول، وكما وضح على ضوء تعريفه – السابق - الذي يتركز علي المتنوعة التي تكون من نفس الفصيلة الجينيتيكية، وأضاف أن ذلك هو الحال في إيطاليا و إيران، حيث يوجد عدد من المتكلمين الذين يستعملون لهجتهم المحلية في البيت و مع الأصدقاء، لكنهم يستعملون اللغة المعيارية في التواصل مع المتكلمين من لهجات أخرى، أو في المناسبات العامة.
وقد تنبه فرغسون إلى أن هذه الظاهرة منتشرة جدا، لكنها تفتقر إلى الكفاية الوصفية، لذلك اختار أربع عينات لغوية تتميز كلها بازدواجية لغوية، و هي: الدول العربية(خصوصا مصر)، ثم اليونان وهايتي، وأخيرا سويسرا. و قد اصطلح فرغسون على تسمية المتنوعة التي لها وضعية ممتازة بالمتنوعة الرفيعة ويرمز لها بـ ((H اختصارا، في حين يسمي اللهجة المحلية بالمتنوعة الوضيعة و يرمز لها بـ (L) وسنأتي إلى تطبيق هذه الظواهر على لغاتنا في الإطار التطبيقي.
وبناء على ما سبق – في التداخل بين التعريفات – يمكن أن نختم هذه الفقرة، بأنه يصعب ترجيح تعريف على آخر بقدرما يسهل انتقاء تعريف بناء على نوع الدراسة التي نريدها؛ وعليه، فإن نوع الازدواجية الموجودة على ساحة اللسانيات بمالي و التي نتوخاها في عملنا هذا هو الازدواجية المنبنية على أسس لغوية Langue فقط، وليست لهجيةDialecte ، مما يدعونا إلى انتقاء التعريف الأول للازدواجية اللغوية، وخاصة الشق الأول منه الذي ينبني على الطبقية بين اللغات المختلفة.
3- الوضع اللغوي والأثني لماليla situation linguistique et ethnique du Mali
تحتضن مالي ثلاث عشرة لغة رسمية، بقرار (PG -RM 159) يوليوز1982، منها التي لا يتكلم بها إلا القليل من لدن الآلاف، والملايين. وهي:
بمنان- بومو (بوبو)، بوزو، دوغون، فلفلدي، مماراه (مينيانغا)، سوننكي، صنغي، سيناره (سينافو)، تماشيك (بربرية)، حسانية (العربية)، كاسونكي، مالانكي.
و الواقع أن اللغتين الأخيرتين، ما هما إلا لهجة من اللهجات البَمَنَانية، وعلى ضوء هذه المقاربة يمكن القول إن مالي تحتضن فقط حدود إحدى عشرة لغة.
ولكن قبل ذلك فضلنا النظر إلى هذه اللغات في إطار أوسع، هو الفصائل اللغوية الكبرى في إفريقيا؛ ليظهر لنا موقعها منها، علما أن هذه الفصائل كانت موضوعا لدراسات كثيرة، اهتمت بتفريعاتها المتنوعة، و أحسب أنها أكثر التصنيفات معقولية للغات الأفريقية على ضوء لغات مالي مايلي:
-1 أفرو أسيوية Afro- Asiatique .
-2 النيلية الصحراوية Nilo- saharienne
-3 البانتو Bantoue
-4خويسان Khoisane
-5 الكردفانية Kordofanienne.
-6 الأسترونيسية Austronésienne
-7 النيجرية الكنغولية .18 Nigéro-congolaise
وغني عن الذكر، أن جل لغات مالي التي سنتطرق إليها، تنضوي تحت إحدى هذه الفصائل اللغوية الكبرى في القارة الإفريقية، أو فرع من فروعها.


اللغات في ماليles langues du Mali
يمكن تصنيف اللغات المالية إلى قسمين:
اللغات الأكثر انتشارا في مالي:
  1. لغة البمنان19 (بنمنا): Langue Bamana
لغة البمنان من أكثر اللغات انتشارا في مالي؛ لأنها إحدى اللهجات المانديكية التي يتلفظ بها في كثير من الدول في غرب إفريقيا، ذلك أنها حظيت بكثير من الدراسات المتعلقة بالتاريخ أو الثقافة أو اللغة... ربما يعود ذلك إلى البعد التاريخي للشعب المانديكي الذي أقام مملكة واسعة معروفة (بمملكة مالي)، " رأت النور بعد معركة كرينا Kirina قرب كوليكورو( في غرب مالي)، حيث تمكن سونديات كيتا، وحلفاؤه من المانذينغ الانتصار سنة 1235م، وبلغت أوج ازدهارها في عهد كانكوموسى 1322م-1337م "20.
شجع الاستعمار هذه اللغة، بل اختارها لتكون لغة لقيادة قوات المجموعة الإفريقية21، وتشكل البمنان مع الفرنسية اللغة المحلية المنتشرة الأولى في جميع أنحاء مالي، عدا الفلانية في دلتا، وصنغي في الشمال والشمال الشرقي، وسوننكى في حدود مالي مع موريتانيا وسنغال، وتتميز هذه اللغات الثلاث بالنزعة الحدودية، مما جعل انتشار البمنان يتزايد في المدن الكبيرة والمتوسطة.
ويلاحظ أنه منذ عقد - أو أكثر – استوت البمنان على سوقها في بعض المدن كموبتي Mopti وكوتيالا Koutiala، وكاي Kayes، مع أن السكان الأصول لهذه المناطق ليست من البمبان؛ ويظهر تأثيرها في الحواضر أكثر، وكلما ابتعدنا عنها قليلا هبط مستواها، بل تزيد وتقل حسب حداثة المدينة (مستشفى – إدارة – مدرسة ...) وإنها تظل في صراع مستمر مع اللغات الأخرى، وتزايد مذهل في جميع أنحاء مالي، إلا المناطق الشمالية الشرقية – لبعدها عن العاصمة – التي استطاعت أن تتهيكل وتتميز ثقافياً بلغتها "صنغي"؛ لأن هذه اللغة تمثل منذ قرون طويلة لغة التخاطب والتجارة في الشمال، وتمكنت من وضع حدّ لتطور لغة البمنان، وإن كنا نجدها مستعملة في مدارسها وأسواقها.
لقد كتب لهذه اللغة النجاح بفضل مجاورة بماكو22 للمناطق البُؤَريّة لهذه اللغة كسيغو Segou وكوليكورو، وكذا الحدود مع ساحل العاج وبركينافاسو. ينضاف إلى ذلك أن لها حضوراً قوياً في العاصمة (بماكو) إذ يتحدث بها تسعة من عشرة، كما يلاحظ في الجدد الوافدين على العاصمة (أي من قبائل أخرى) أنه يتحقق اكتسابهم اللغوي - للبمنان - بسرعة مَهْما تكن قوة مقاومتهم؛ فتظل بذلك لغة ثانية بمجرد ظهور الجيل الثاني، وأما الجيل الثالث فأغلبه في بماكو ضيع لغة آبائه، كما يطرأ على أذهان البعض (أي من الجيل الثالث) أن اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية وتأتي البمنان كلغة ثانية. ومن جانب آخر يلاحظ أن البمنان تتدخل تدريجيا كلغة وسيطة بين الفرنسية واللغات الأم لبعض الماليين.
ولقد ظهرت بمالي منذ 1972 جريدة Kibarou (الأخبار) التي كانت تصدر بلغة البمنان، وفي 1986 ظهرت جريدة أخرى شهرية بنفس اللغة توجه إلى الأرياف، وفي نهاية الستينيات أنشئت أبجدية لتعليم الكبار باللغات المحلية (المالية)، فنالت البمنان نصيب الأسد، وإلى حد الآن تمت طباعة آلاف الكتب الموجهة إلى مليون مزارع في الأرياف، بلغة البمنان.
وفي مطلع الثمانينيات دخلت هذه اللغة إلى النظام التعليمي في البلاد، وصارت تدرس في السنوات الثلاثة من المرحلة الابتدائية، والآن وصلت إلى الإعدادية23، وبالطبع أجريت هذه التجربة على اللغات الأخرى.
و يرى 24Dumestre " أنه منذ عقدين أصبحت لغة البمنان لسان نشر الدين الإسلامي ونفس الشيء عند الشرذمة القليلة من النصارى" كما تتوفر بماكو على إذاعات حرة بعضها تجارية وأخرى دينية كإذاعة صوت القرآن والحديث، وإذاعة دَامْبي (الفضيلة) ومن جانب آخر، توجد إذاعة أيضا للنصارى، ويلاحظ عموما أن جلّ برامجها تبث بالبمنان سواء أكان موضوعا ثقافيا أو دينيا أو اجتماعياً.
هناك عامل سوسيو لغوي مهم يكمن في أن الأبناء الأصليين لهذه اللغة، أو المذابين في ثقافتها bambaranisé أقبلوا على دراسة اللغة الفرنسية في فجر الاستقلال، في الوقت الذي قاطعها غيرهم بشدة، مما حفز انخراط ناطقي هذه اللغة في الجيش، واحتلاله المناصب المرموقة وصار له نفوذ قوي مكنه من التأثير في غيره، والبمنان بهذا العامل أضحت لغة الحداثة والخطابة ... على حساب بقية اللغات المحلية.
ومما أعطاها أهمية أيضا أن كل الرؤساء الذين حكموا مالي في القرن الماضي أي العقود الأربعة الماضية بعد الاستقلال، ينحدرون من نفس الأسرة اللغوية، أو ممن تبمَنُو bambaranisé ، فساعدهم ذلك على توظيف لغتهم في التخاطب مع الشعب، ولاشك أن هذا عامل قوي من عوامل إثراء هذه اللغة على حساب اللغات الأخرى؛ علما أنه يبلغ عدد حروفها 27، وتنتمي إلى فصيلة نيجر- كنغو.
المناطق التي تسيطر فيها لغة البمنان
قلت، إنها أكثر اللغات انتشاراً في مالي، فهي تنتشر في المناطق التالية:
إقليم (Région) سيغو Ségou.
 " " كوليكورو Koulikoro.
 " " سيكاسو Sikasso.
منطقة بماكو (العاصمة).
أي أن هذه اللغة تسيطر على كل المناطق الجنوبية، وكذا الجنوب الشرقي وجزء من المناطق الغربية.
- لهجاتها:
تتوفر على عدد لا بأس به من اللهجات، فقد أوصلها بعض الباحثين إلـى ست وعشرين،25 ومع ذلك فإن أغلب المتكلمين بهذه اللهجات يتفاهمون فيما بينهم، وهذه بعض لهجاتها:
أ- لهجة بيلدوغو beledougou في دائرة كولوكاني (كوليكورو).
ب- " " جيتومو Djitoumou في دائرة وليسيبوغو Welessebougou.
ج- " " واسولو Wassolon في (سيكاسو).
د- " " بوغوني Bougoni في (سيكاسو).
هـ- " " باننكو Baninko في دائرة جويلا.
و- " " شندغو chendougo بين دائرة جويلا إلى كومانتو.
ز- " " غانادوغو Ganadougou في دائرة نيانا، Nyana.
ح- " " جولا Djoula في إقليم سيكاسو.
ط- " " كاسونكى Khassounke إقليم كاي Kayes.
ي- " " كاكولو Khakolo إقليم Kayes.
ك- " " ماندنغ Mandeng هي اللغة الأم.
ل- " " مالنكية Malinké في إقليم كاي Kayes.
م- " " بماكو وهي اللهجة المعيارية.
تصنف لغة البمنان، تحت إحدى الفصائل اللغوية الكبرى في أفريقيا، وهي فصيلة النيجر الكنغولية، التي تحتل مساحة جغرافية كبيرة، وتتوزع هذه الفصيلة اللغوية إلى سبعة فروع أخرى26 ويقع تحت كل فرع من هذه الفروع لغات كثيرة، تصل إلى أكثر من500 لغة، ينطق بها أكثر من 105 مليون نسمة. ويتواصل بالبمنان – على تفاوت - في كل من غينيا كونا كري، سيراليون، غامبيا، السنغال، كوديفوار، بركينافاسو، غينيا بيساو.
  1. الفُلاَّن : Peul
عرفت اللغة الفلانية27 كثيرا من الدراسات – ربما لم يعرف غيرها من اللغات الأفريقية- ويعود ذلك إلا المكانة العريقة التي اكتسبتها هذه القبيلة في إفريقيا؛ « ذلك أنها من أوسع الشعوب الإفريقية انتشارا، حيث نجد أنهم يحتلون مساحة جغرافية واسعة الامتداد على حزام المناطق الساحلية الصحراوية، وحزام السافنا من المحيط الأطلنطي حتى مرتفعات الأثيوبية»28. وحســب Trefault « فإنهم مع ذلك يمثلون أقلية في جميع الدول التي تحتل هذه المساحة بفضل التقسيم الحدودي بين الدول»29. وقد لخص أبومنقة مجموعة الآراء التي وردت في أصل الشعب الفلاني في قولين فقط:
  1. هناك مجموعة من العلماء... يرى أن اللغة الفولانية هي في الأصل لغة إفريقية، يتحدث بها شعب زنجي، ثم تبنتها مجموعة بيضاء وافدة من خارج القارة من أصل يهودي أو سوري، انحدر منها الفولانيون الحاليون.
  2. هناك آخرون يعتقدون أن الفولانيين الأصليين هم التكلور الأفارقة أنفسهم، وأن الشعب الأبيض الشبيه بالبربر رعاة البقر ما هو إلا شعب دخيل تخلى عن لغته، وتبنى في محلها لغة وهوية هؤلاء التكلور.30
ومهما يكن من الرأيين، فإن ما لاينتابه شك – عندي - هو وقوع مصاهرة بين الشعب الأفريقي الأسود وغيره من القبائل الأخرى سواء أكانت هذه الأخيرة عربية أم غيرها.
« والواقع أن السلطات الفرنسية شتت الشعب الفلاني بحيث غدوا موزعيين على أقطار كثيرة من شرق إفريقيا إلى غربها تقريبا، فقللت من مكانتها، ومن انتشار لغتها، وذلك بتشجيع اللغات المحلية الأخرى في غرب إفريقيا ».31
ويعد الرعيُ الحرفة الأساسية للفلانيين، فَهُم يجوبون البوادي حلاً وترحالاً، وظلت هذه حالتهم مما انعكس – نوعاً ما – على لغتهم، وأضحت حالة التمدن تأخذ اتجاها تصاعديا في حياتهم اليومية.
وتأتي اللغة الفلانية من حيث الانتشار في المرتبة الثانية على صعيد مالي، بل و اللغة الثانية بعد هوسا في غرب، فينطق بها في إقليم موبتي Mopti وكاي Kayes وجزء من تمبكتو Toumbuctou.
وتبلغ لهجاتها خمسة:32
لهجة جينبالا Djinbala : ينطق بها في كل من انغوما Ngouma و كوميراه Komera، و أوراره Aourara.
 " " هيرى Hahér، في دُوَانز Doinza، وبوني Boni، وهمبوري Hombori.
 " " سينُو Seno، في بانكاس Bankasse، و كورو Koro.
 " " ماسينا Macina: في تينِـنْغُو Tenengou، ويُوارو Youwarou وجيني Djenné، علماً أن اللغة المعيارية Langue Standard هي لهجة ماسينا Macina.
 " " باكونو Bakounou في إقليم كايKayes خاصة في نيورو Nioro، و نَارَهْ Nara في إقليم كوليكرو.
ويبلغ عدد حروفها 32 حرفاً حسب (D.N.A.F.L.A)33 وتنتمي إلى أسرة غرب الأطلنطي Ouest -atlantique.
.3صنغي:34 Songhai
حظيت هذه اللغة كالسابقة بكثير من الدراسات المهمة، ومع ذلك فإن المؤرخين لم يتفقوا على أصل هذا الشعب، منهم من يرى أنهم عربي الأصل أو بربري الأصل... ويرى الدكتور أبو بكر مايقا، أن صنغي أنشأت أول مملكة في غرب إفريقيا قبل الإسلام، ويعلل ذلك بما ذكره السعدي35 بأن فرعون موسى عليه السلام، قد استحضر السحرة من مدينة كوكيا Kokeya التي كانت عاصمة لمملكة صنغي.
"ولقد لعب صنغي دوراً هاماً في تاريخ غرب إفريقيا ... فأقامت مملكة ذات مقومات ثابتة في النيجر الأوسط على طول مجرى نهر نيجر".36
وإفريقياً، فإن هذه اللغة ينطق بها أساساً في مالي، ونيجر Niger، وبينين Bénin، وجزء من بركينافاسو Burkina Fasso، بله أنها لغة التخاطب من وسط الشمال إلى أقصاه في مالي، يتحدث بها في الأقاليم التالية : تمبكتو، غاوو Gao، كيدال Kidal، وجزء من مُوبتي Mopti.
وقد ساهم المستعمرون في التقليل من قيمتها كالسابقة؛ وتحترف هذه القبيلة في مالي الحديث، التجارة، والزراعة، وصيد الأسماك ...ألخ ،وتتوفر هذه اللغة على عدد لا بأس به من اللهجات أهمها:
لهجة غاووGao، وهي اللهجة المعيارية، ينطق بها في غاوو Gao وضواحيها.
هناك لهجات فرعية جغرافية نذكر منها الآتية:
أ- لهجة بامبا Bamba.
ب- " " غابير و أنسوغة Ansongo و Gabero.
ج- " " لابزانغا Labzanga كلها في إقليم غاوو Gao.
د- " " همبوري Hombori في إقليم موبتي Mopti.
هـ- " " تمبكتو Toumbuctou.
و- " " جني djenné إقليم Mopti.
ز- " " فولان شيريابي Foulan chiriabé.
وتتميز هذه اللهجات كلها بالنهرية riverain، أي أن ساكنيها يتموقعون في مواقع مطلة على النهر، عدا لهجة فولان شيريابي، وهمبوري 37 يبلغ عدد حروفها 27 حرفا، وتنتمي إلى فصيلة النيلية الصحراوية Nilo- saharienne.




.4 السوننكية38 : Soninké
هذه اللغة من أوسط اللغات انتشارا في مالي، ولكن شعبها غارقة في تاريخ الغرب الإفريقي؛ أسست إمبراطورية يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي كبدء لظهور هذه المملكة، المسماة "بمملكة غانة"، قد امتدت بين وادي النيجر الأدنى شرقاً، والمحيط الأطلنطي غرباً، وبين وادي السوس والصحراء الموريتانية شمالاً، ومنابع النيجر والضفة اليمنى والسنغال جنوباً. " كما تدل الروايات التي اعتمد عليها المؤرخون العرب والإفريقيون على أن أربعة وأربعين ملكاً حكم البلاد حتى عام 770م".39
وعلى ضوء هذه الحدود الفضفاضة، يمكن التكهن بأن هذه المساحة يوجد جزء منها في مالي والسنغال وموريتانية الحديثة.
وفي العصر الحديث، ظهر للسوننكي وجود اقتصادي قوي في مالي بفضل رحلاتهم اللامتناهية عبر العالم لكسب الأموال، مما قوى لغتهم- في البلاد- فأعطاها دورا مهما في التبادل التجاري، ولكن التعامل التجاري يجرى بالبمنان في الجنوب و الصنغي و الفلانية في الشمال.
ويتحدث بها في الدول المجاورة لمالي كموريتانيا، وغامبيا Gambie، وغينيابيساو Guinée Bissau، والسنغال، أما في مالي، فينطق بها أساساً في إقليم كايْ Kayes، وجزء من كوليكورو، "ويبلغ عدد حروفها 25، علماً بأنها تنتمي إلى فصيلة اللغات النيجرية الكنغولية Nigéro congolaise أسرة ماندي".40
لهجاتها:
تعرف هذه اللغة لهجتين أساسيتين:
  1. لهجة تعتمد صوت الهاء محل الفاء غالبا، هم ساكنو: Nioro نيورو و jema جيما وKarta وكارتا وSoroma سوروما و إلىBafoulabe بافلابي.
2- وأخرى تعتمد صوت الفاء، هم ساكنو:Yelemani يلماني حتى إلى حدود مالي مع السنغال، و في إقليم Koulikoro كوليكرو من دائرة Nara ناره، إلى Mourouja مروجا...إلخ41 .

اللغات الأقل انتشارا في مالي:
  1. سيناره (سينافو) Senarra
كلمة سينارة للقبيلة، ويطلق عليهم البمنان سينافو Sénafo. تحتل هذه اللغة المناطق الجنوبية وخاصة إقليم سيكاسو Sikasso وضواحيها إلى حدود ساحل العاج، وبركينا فاسو، وتعتبر لهجة سيناره اللهجة المعيارية مع وجود بعض اللهجات الفرعية الآتية:
أ- لهجة فانِيـُورُو Fagnoro في كينيا (Kigna).
ب- " " پونبورو Ponpro تنطق بها جهة كاجولو إلى حدود ساحل العاج.
ج- " " تاغانا Taganaينطق بها في حدود بركينا فاسو.42
ويبلغ عدد حروفها 36 حرفا، مع انتمائها إلى الأسرة الفلتية Votaïque.
  1. ماماره (ميانكا) Mamara:
ماماره للقبيلة، ويطلق عليهم البمنان مِـيَانكا Miyanka، تسود هذه اللغة في دائرة (Cercle) سان San في الجنوب، وتشكل مع سابقتها نفس الفصيلة، وتمتلك نفس عدد الحروف. وتتميز بتعدد لهجاتها، وإن كانت ننفرن Nanfaran هي اللهجة المعيارية، ونذكر منها ما يلي:
أ- لهجة فاينيوغورو Fagnougouro في دائرة كوتيالا Koutiala.
ب- " " بينوغورو Binogourou في دائرة (سان) San.
ج- " " غباجيغيري Gbadjigré دائرة يوروسو Yorosso.
د- " " سنيجومو Sanidjomo دائرة كوتيالا Koutiala.
هـ- " " يتانجومو Yatanjomo في كوتيالا أيضا.43
  1. دوغوسو : Dogosso
تستعمل كلمة دوغون Dogon للقبيلة، وأطلق عليهم الفلانيون "كادو" Kado، كان لها دور بارز في المملكة الفولانية، كما تعد أكثر الشعوب المالية محافظة على العادات، فقد صانت ثقافتها، وحضارتها من كل الشوائب، وتأتّى لها ذلك بفضل انعزالها عن الشعوب الأخرى.
وتتميز هذه اللغة بالمحلية – أي لا ينطق بها إلا في مالي – وبالتحديد شرق إقليم موبتي وفي الدوائر التالية: بانجاغاره Bandiagara كورو Koro دوانزا Douenza وكذا في بعض القرى المحصورة Enclavé في تومينيا Tominian.
ويلاحظ أن لغة "دوغوسو" مع محليتها، فإنها تتمتع بكثرة لهجاتها، التي تقدر بست عشرة لهجة حسب N.A.F.L.A، وعلى هذا فإن الناطقين بهذه اللهجات، قد لا يتفاهمون أحيانا فيما بينهم، فيضطرون إلى التواصل بالفلانية، وقد قام مجموعة من الباحثين في اللسانيات الاجتماعية لبحث ما إذا كانت هناك لهجة تتقنها الأغلبية الساحقة من دغوسو، فخلصوا إلى أن لهجة توروسو Torosso تعد اللغة المعيارية ويبلغ عدد حروفها 26، ولم أجد لها تصنيفاً دقيقا من حيث الأسرة اللغوية التي تنتمي إليها.
  1. بومو: Boumou
بومو للقبيلة، ويطلق عليه العامة "بوبُو " Bobo، تعد من اللغات الأقل انتشاراً في مالي، ينطق بها خصيصا في دائرة سان San وتومينيا Tominian كما تنتمي إلى إحدى الأسر اللغوية في بركينا فاسو.
وتتوفر على لهجتين أساسيتين :
أ - لهجة داهامو Dahamo، وهي المعيارية.44
ب – " " دويمو Duèmu.


  1. بوزُو: Bozo
إذا كانت لغة دوغون لا ينطق بها إلاّ محليا، فإن هذه أيضا كذلك، إذ يحترف ناطقوها صيد الأسماك، فيسكنون في مناطق صالحة لهذه المهنة. ولا ينطق بها- في مالي- إلا في جزء صغير من إقليم موبتي وسيغو، كما تتوفر على خمس لهجات أساسية:45
أ- لهجة خَانْيَاخو Xanyaxo في دائرة ماسينا Macina – جورو Djoro – ميرو Miro في إقليم سيغو.
ب- " " تِيْياخو Tieyaxo من كونكور Konkoro (في ماسينا Macina) إلى جافرابي Djafarabe في إقليم موبتي وتمثل اللهجة المعيارية.
ج- " " غيانامة Gianama ينطق بها في بندوري Pondori، وجنى Djenné وحدوده في إقليم (موبتي) Mopti. وأيضا في مدينة كُورُونْدُوغُو Korondougon وفي مدينة كُونا Konna إلى حوض ديبو في وسط الشمال.
د- " " سرغاما Saragaama في مدينة كوتيه Kotia.
هـ- " " تييما شيوى Tyema-cèwè في مدينة Youarou في إقليم (موبتي).
ويبلغ عدد حروفها 27، مع انتمائها إلى فصيلة اللغات الزنجية الإفريقيةNigéro congolaise، فصيلة ماندى.
  1. الأمازيغ : Tamachek
التماشيك للقبيلة واللغة، وتعرف أيضا ب "بيلا" bèla، الذي يطلقه العامة على الناطقين السود منهم، وهي إحدى اللهجات البربرية المعروفة في شمال إفريقيا، ينطق بها من وسط الشمال إلى أقصاه، أي من جهة موبتي Mopti مروراً بغاوو Gao وتمبكتو إلى كيدال Kidal؛ في المناطق المطلة على الصحراء الكبرى.
ويلاحظ أن الناطقين بها قلة، كما ينطق بها إفريقيا في ليبيا، والمغرب، والجزائر، وتنتمي إلى أسرة الأفرو أسيوية Afro-Asiatique، ويبلغ عدد حروفها 35، وتتوفر هذه اللغة على لهجتين في مالي:
لهجة Taoulamette، ينطق بها في غاو Gao، أنسونغو Ansongo، ميناكا Menaka.
 " " Tamagette، ينطق بها في تمبكتو، غاو، كيدال Kidal، وتعد هذه اللهجة الأخيرة اللهجة المعيارية.46
  1. اللغة العربية
اللغة العربية47، لغة مالية، ينطق بها في كل المناطق الشمالية، وبنسبة قليلة جداً، وتعرف لهجتان:
  1. الحسانية، ربما هي أكثر انتشارا.
  2. الكونتا.
و الواقع، أن اللهجتين لم تحظيا - حسب علمي- بأية دراسة لسانية، بل وحتى المراكز اللسانية المعنية بدراسة اللغات الوطنية لا توجد بها ممثل واحد لهذه اللغة، مع أنها – مع الأسف - في عداد اللغات الوطنية.
ومن الناحية التاريخية، كانت لغة الإدارة والتعليم في أغلب الإمبراطوريات السابقة، في غرب إفريقيا، فأصبحت بذلك جزءاً لا ينفصل من تاريخ إفريقيا، وفي المقابل أسهم علماء هذه الإمبراطوريات - عبر التاريخ- في إثراء العربية ومدها بعلم غزير في شتى الميادين من لغة، وفقه وتاريخ ... الخ.
أثرت العربية تأثيراً بالغا في أغلب اللغات المالية، وحتى التي لم يعتنق أهلها الإسلام في القديم، فبلغت بذلك المفردات العربية المستعملة في بعض هذه اللغات نسبة عالية، كما في الصنغي والفلانية، و البمنان... إلخ.
8. الفرنسية
يجب أن نعرف جيدا أن اللغة الفرنسية48 لم تعدّ في عداد اللغات المالية بالطبع لأنها أجنبية؛ ولكننا أوردناها لمكانتها الاجتماعية، فأصبحت لغة علمية وثقافية و تعليمية و إدارية؛ إذ عرفت حضورا قويا في مالي بعد الحرب الشرسة التي قادته « جوزيف سماليني و أرشينار بين (1850-1916) على مالي، وخاصة الفوز الساحق الذي حقق ضد Samori Toure سنة 1900 والقضاء على المنطقة»49 ، فعمل الاستعمار على الحد من الانتشار الواسع لبعض اللغات المالية، خاصة العربية و اللغات الأكثر انتشارا في مالي عدا البمنان، ومـــع ذلك فقد حــدد G. Dumester و C. Canut «عدد الناطقين الحقيقيين بها في 4% »50 لانطلاقهما من مبدأ أن مالي ليست غارقة في الفرانكفونية، وربما يقصد بالحقيقيين الذين لديهم القدرة التامة على استعمالها ولكني - في الواقع مع ذلك - أعتبره قليلا جدا إذا نظرنا إلى تلك السنوات الطوال التي قضاها الاستعمار في مناطقنا، إذ لا زلنا نحافظ على لغته بعد الاحتلال أيضا، والحساب يعطينا قرنا ونصف من الزمن لتعليم الفرنسية في بلادنا.
وقد عملت فرنسا على إنشاء مدارس ومعاهد يتوفر فيها التعليم العصري، مع مكافأة مالية للتلاميذ، وتشجيعهم بإرسالهم في بعثات تعليمية قصد إكمال المرحلة الثانوية و الجامعية. وقد سبـب ذلك في تقويض مالي ثقافيا، إذ جعلتها تُقنّن اللغة الفرنسية لغة رسمية في المادة {25} من دستورها التي تنص على أن : "الفرنسية هي اللغة التعبيرية الرسمية، يحدد القانون طريقة تأهيل وترسيم اللغات المحلية"51.
كانت لغة التعليم - إلى عهد قريب جدا في المدارس الحكومية - هي الفرنسية البحتة من الروض إلى الجامعة، إلا أنه ظهر نظام جديـد يعرف بنظام الازدواج اللغويّ، فالتلميذ الذي في الروض يزاوج بين الفرنسية ولغته الأم، تتبع بعض المدارس في المرحلة الابتدائية الطريقة الكلاسيكية (أي الفرنسية البحتة) وفي الأخرى الفرعربية (أي الفرنسية والعربية)، وفي الثالثة التعليم الصريح Enseignement formel (أي التعليم باللغات المحلية) في السنوات الثلاثة من المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة الإعدادية، تفرض اللغة الإنجليزية بجانب الفرنسية في جميعها، وكذا العربية في أقلها، أما في الثانوي، فيخيّر التلاميذ بين إحدى اللغات التالية: عربية، ألمانية، صينية و روسية.
نختم هذه الفقرة، أنه يجب ألا ننسى وجود بعض اللغات القليلة والأصلية، ومجموعات أخرى دخيلة قادمة من دول أفريقية مختلفة؛ وهي أقل من الأولى. يلاحظ أن المجموعة الأولى حافظت على أصالتها، أو بعض مميزاتها الثقافية وهي: لغتا ولوف (من السنغال) وموسي ( من بوركينا فاسو، استحضرها المستعمِر) اللتان تجتمعان في بعض المناطق، ولا تعاديان التقاليد المحلية، أما الثانية فتشكل شرذمة ثابتة، قدمت مع المستعمر أو لأهداف تجارية؛ تقطن في بعض الحواضر، سيما في مناطق مجهزة زراعيا بحوض النيجر، وهي: هوسا Haoussa، سَموSamo ، تُماToma ، غُويرْزِيGuerzé ، ما ننكا موري Maninka-Mori ، سُوسُو Soussou، زرما Zarma ، ... يوربا yoroba ، من دول مجاورة كالسنغال، غينيا كوناكري، بركينا فاسو، كوديفوار، نيجر، نيجريا...إلخ؛ وتمثل جماعة طافية يصعب تحديد عددها، وأضحى بعضها ينزلق في القبائل الأخرى52.
في الواقع، أن الأصل هو أن يتميز كل شعب وقبيلة بالمحافظة على لغاتها وثقافاتها، ولكن قد نجد خلاف ذلك لدى بعض القبائل مثلا: الفلانيون المقيمون في Wassolon، وسط البمنان Bamanan في الجنوب، وكذا المقيمون في هوسا فولان Haoussa- foulane وغابيرو Gabero، وأنسنغو Ansongo وسط صنغي Songai في الشمال، والسبب يعود إلى أن هذه القبيلة رعوية، فإذا استقرت في منطقة ما، وطال فيها تصرع لغتها. أما ثقافة الفلانية، والصنغي والسراكولي فيغلب عليها الطابع العربي الإسلامي، ويجب أن تكون كذلك اللغات المعبرة عن هذه الثقافات، فإذا كان الأمر كذلك" تصبح دراسة هذه اللغات من مختلف جوانبها الأدبية منها واللغوية جزءاً متكاملاً مع الدراسات العربية الإسلامية بصورة عامة، وهذه حقيقة ظلت طيلة هذا الزمن غائبة عن أذهان العلماء العرب المسلمين"53.
ويلاحظ أن المجموعة الثانية، عدا الأمازيغية والعربية، تسكن شعوبها بين الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي لمالي، وتتأرجح لغاتها بين التوسط والقلة في الانتشار بمالي فقط، وليس في المنطقة ككل، كما أن موقعهم الجغرافي لم يسمح لهم بالاحتكاك بأهل الشمال الذين كان لهم اتصال بالعرب.
أما الأمازيغ والعرب فمقرهم الأصلي المناطق الشمالية ككل، وأدرجت لغتهم في هذه المجموعة، لما تعرف من قلة الاستعمال في مالي.
أما عن الموطن الأول هذه القبائل في مالي، وخاصة تلك التي أقامت المماليك أو الإمبراطوريات الكبرى في غرب إفريقيا كالبمنان و الصنغي و الفلات و السركولي، ففيه جدلية واسعة54، والذي ذهب إليه الدكتور هارون المهدي ميغا: أن الموطن الأصلي لهذه الأخيرة، هو المشرق، أي شرق النيل وأراضي إثيوبيا حاليا؛ الأصل الأول لكل شعوب الجنس الأسود، فمنه انتشروا، وعرفوا بأسماء كثيرة، مثل: الكوش عند الرومان، وإثيوبيا عند الإغريق و الحبـشة والسودان عند العرب55. وعليه يكون المشرق هو الموطن الأول، ومن ثم وصلت بهم المسيرة حاليا إلى غرب إفريقيا، فستوطنت السوننكي مثلا: في مفترق الطرق بين مالي و موريتانية، أما صنغي ففي شمال مالي وجزء من نيجر و بنين، والفلات بين فوتا الثلاثة (سنغالية- مالية - غينية)... وهلم جرا . ولكنني أتحفظ في الموطن الأصلي هذه الشعوب؛ ذلك أنه يفتقر إلى تأصيل تأريخي وعلمي، والتي إلى حد الآن – حسب علمي- لم تظهر في حيز الوجود.
أما عن الفروق اللهجية في لغة واحدة - مثلا- وما اقتضى إليها، فتحتاج إلى دراسة خاصة، ربما سنخصص لها بحثا في السنوات القادمة إن شاء الله.
ب- إطار تطبيقي
الازدواجية و الثنائية في مالي:la diglossie et le bilinguisme au Mali
إذا كانت مسألة الثنائية اللغوية تتعلق أساسا بالمستوى الفردي، فإن الازدواجية بدورها تدخل في إطار الجماعة اللغوية ككل56؛ ذلك أن ظاهرة الازدواجية و الثنائية اللغويتين في مالي معقدة جدا، إذ إن البمنان وإن كانت تتمتع بالاستعمال والهيبة الواسعين في المناطق الجنوبية كذا بماكو وبعض العواصم الإقليمية، إلا أنها تفقد كل ذلك من وسط الشمال إلى أقصاه، و الدليل على ذلك «أن ساكني حوض دلتا (الفلانيون) لا يشارك البمنان في النظرة إلى لغتهم ونفس الشيء مع ناطقي صنغي التي تنطق من لدن الشعوب المطلة على نهر النيجر، و(لغة تماشيك)، ذلك أن الجذور التاريخية واللسانية لهذه القبائل تختلف تماما عما عند البمنان، ينضاف إلى ذلك المصـالح التجارية المباشرة مع العــالم المغاربــيMaghreb على قدم وساق»57. ولا يختلف عنها سركولي التي - وإن فقدت بعض قيمتها إلا أنها مع ذلك - بدأت تستعيد قوتها. وعلى ضوء ذلك لا يمكن أن نجزم بأن مالي تتوفر على نظام ازدواجي و ثنائي بسيطين، بل مركبين.
و بعد أن ألقينا هذه النظرة الموجزة على الازدواجية والثنائية، مرورا باللغات المالية، مواقعها وفصائلها وحالتها الاجتماعية؛ نضيف أن اللغات في مالي-على ضوء الازدواجية- تتميز بمجموعة من الروائز اللسانية: منها الوظيفةla fonction ، والهيبة la Prestige، مرورا بالمعيارية، والاستقرار، والحيوية، واختتاما بالاكتسابl’acquisition ، مع الاستفادة من بعض أعمال أحمد بوكوس58 والعشيري59 في تحليلهما لموضوعات مماثلة بالمغرب.
1- الوظيفة60 والهيبة والاعتبار61:
الفرنسية: أكثر وظيفة، وهيبة واعتبارا في أغلب المناسبات بل وحتى الدينية لدى المتثقفين بها؛ إذ أنها لغة رسمية للبلاد، لغة حداثة و عالمية. آلة التواصل بين أغلب المثقفين، وإن كانت نسبة الناطقين بها أساسا قلة - ولكن في الحواضر أفضل من القرى- ناهيك أنها لغة التعليم و التكنولوجية؛ وعلى ضوء الثنائيةbinaire بين العربية و الفرنسية ينظر المجتمع إلى ناطقيهما بشيء من الاحترام في التخصصات التالية:

كلية الطب
كلية الآداب
كلية العلوم
كلية الحقوق فرنسية
كلية الاقتصاد فرنسي
كلية الشريعة؟

فرنسية
فرنسية /عربية
فرنسية
فرنسية
فرنسية
عربية
ينضاف إلى ذلك أن الصحف تنشر يوميا بها، بيد أن ما تنشر بالعربية شهرية أو مناسِبـّية لا تبلغ أصابع الكف الواحدة.
- العربية: توظف في المواقف التقليدية، وأقل وظيفة من الأولى، وإن كانت تتلوها هيبة واعتبارا، إذ أنها لغة الدين والتدريس، ولغة عالمية.
- البمنان: أكثر اللغات المالية وظيفة؛ إذ هي لغة العامة، بله أنها لغة المثقفين أيضا بعد الفرنســية؛ ذلك أن % 90 من برامج الإذاعة والتلفزة - التي تبث باللغات المحلية- تنشر بها، كما أنها اللغة الأولى لدى بعض الماليين أو الثانية عند أغلبهم، و تتمتع بالهيبة و الاعتبار في الجنوب وبعض العواصم الإقليمية غير الشمالية.
في ثنائيةbinaire البمنان مع الفرنسية، تتمظهر في مواد الإشهار في الإذاعة و التلفزة الماليين بالطريقة التالية:
اسم المادة اللغة
مواد التنظيف البمنان
السيارات الفرنسية
مواد غذائية البمنان
الكومبيوتر الفرنسية
على ضوء هذا الجدول يمكن أن نفهم بكل بسهولة أن الإشهار في المستلزمات الأساسية توظف بالبمنان، بينما تختص الفرنسية بالكماليات، وكما أضحت البمنان تزاحم الفرنسية في الصحافة، إذ تترجم معطيات الصحف الفرنسية إليها.
- الفلانية، الصنغي، السراكولية: تتلو هذه اللغات البمنان –وطنيا- في الهيبة والاعتبار، وتقل عنها بمراحل متفاوتة في الوظيفة، وليس ذلك إقليميا؛ ذلك أن الأولى والثانية أكثر انتشارا من وسط الشمال إلى أقصاه بينما الثالثة في جزأين مختلفين من البلاد، ولكنها جميعا تتمتع بالهيبة والاعتبار الإقليميين، إذ إن مجتمعات هذه الشعوب، لا تقل ثقافة عن البمنان، وتكاد السراكولي أن تزاحم البمنان في توظيفهما لغة السماسرة ببعض أسواق المناطق الجنوبية.
- البومو، البوزو، السينراه، التماشيك، الدوغوسو، الماماره: هذه لا هيبة لها لا اعتبار؛ لانتمائها إلى مجموعة لغوية أكثر محدودة، إذ توظف في حقل الحياة اليومية. وتتميز كل هذه اللغات عدا الفرنسية بتوظيفها في حقل الحياة الحميمية أو الأسرية أو التجمعات القبلية.


2- المعيارية62 والاستقرار و الحيوية:
تعني المعيارية: Standardisationاللغة المقعدة إن على مستوى الأصوات أو الصرف أو التركيب63... إلخ، والاستقرارStabilité: طول حياتها؛ ذلك أن بالمعيارية تستقر اللغة فيمكن قراءة نصوص تزيد كتابتها على قرون، و الحيوية: لغة الأم.
- العربية و الفرنسية تتميزان بالتقعيد والاستقرار منذ قرون، إذ ورثنا الكثير من الكتب التي دونت لحفظ لغاتهما.
- الفرنسية تفتقر إلى الحيوية.
- بقية اللغات الوطنية تنماز بالحيوية، وإن كانت هي الأخرى لغات شفوية بالدرجة الأولى، وأدوات تعبيرية للأدب والحكايات والأساطير والأمثال والشعر، فتفتقر إلى المعيارية والاستقرار، ومع هذا الاحتشام استطاعت أن تمدنا بإرث أدبي قومي ضخم.64
3- الاكتساب65
ويعني الاكتساب: لغة الأم التي يكتسبها الأطفال عفويا واعتباطيا.
  • كل اللغات الوطنية يكتسبها الأطفال عفويا واعتباطيا.
  • الفرنسية، لا تكتسب إلا بواسطة التعليم، مما أعطاها صورة اللغات الرفيعة محليا.
وعلى ضوء هذه المقاربة الازدواجية يمكن وضع هذا الجدول66:

روائز
بمنان
صنغ
فلانية
سركو
تماش
بومو
بوزو
دوغن
ممار
سينار
فرنسية
عربية
وظيفة
+
+؟
+؟
+؟
-
-
-
-
-
-
+
+؟
هيبة
+
+؟
+؟
+؟
-
-
-
-
-
-
+
+
معيارية
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
+
+
استقرار
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
+
+
حيوية
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
-
+
اكتساب
+
+
+
+
+
+
+
+
+
+
-
+
لئن نظرنا إلى هذا الجدل لحكمنا بأن العربية أكثر حظا من جميع اللغات، كما يظهر على ضوء جميع هذه الروائز؛ إلا أنها تخفق قليلا في الوظيفة، لأنها محدودة نوعا ما67، وتتلوها الفرنسية، التي تفتقر إلى رائزين فالبمنان...إلخ.
أما على مستوى الثنائيةbinaire فتعرف مالي وضعية الثنائية تالية:
الفرنسية ≠ العربية الفصحى ولهجتها (الحسانية).
الفرنسية ≠ البمنان بلهجة سيغو.
البمنان ≠ الفلانية و الصنغي و السراكولي.
الفلانية و الصنغي و السركولي ≠ بومو (بوبو)، بوزو، دوغون، مماراه (مينيانغا)، سيناره (سينافو)، تماشيك.
وعلى ضوء هذه المقاربة فإن مالي تحتضن نسق الثنائية المركبةcomplexe ، ويمكن رسمها بالطريقة التالية:
ثنائية:
فرنسية عربية
بمنان
صنغي- فلانية- سراكولي
بومو (بوبو)، بوزو، دوغون، مماراه (مينيانغا)، سيناره (سينافو)، تماشيك (بربرية).
على ضوء هذه التشجيرة، يظهر لنا بوضوح الصورة المركبة للثنائية binaire بمالي، إذ يتحقق بالثنائية التي بين الفرنسية والعربية أولا، ثم الثنائية بين الفرنسية والبمنان، و أخرى بين البمنان وصنغي فلانية سركولي، و رابع بين هذه الأخيرة وبقية اللغات المالية، يعني ذلك أنها مقاربة رباعية68.
تأملات حول الثنائية والازدواجية اللغويتين بمالي:
لقد سبق أن تناولنا الموضوعين من زوايا لسانية مختلفة؛ ونتيجة لذلك، يمكن النظر في الظاهرتين انطلاقا من آثارهما سواء كانت إيجابية و أو سلبية.
أ- آثار إيجابية للثنائية و التعدد اللغويين
1 - خلق قنوات التواصل بين الماليين:
لقد عرفت الساسة الماليون منذ عهد بعيد أن الثنائية والتعدد اللغويين تساعدان على فتح قنوات التواصل بين شعوبهم، و ينجم عن ذلك تعزيز أواصر التعارف والتحابب أيضا؛ وقد تنـــــبأ بذلك أول رئيــــس الجمهورية موديبو كيتا (1960-1968)، عند حرص - في عهـــده -على تعيين المنخرطين في الوظيفة العمومية في غير مسقط رؤوسهم، وبعبارة أخرى، يعين الجنوبي في الشمال و العكــس صحيح.
ولا شك أن هذا الشخص المعني، يكون بذلك قد فهم تلك اللغة، أو تكلمها أبناؤه، وربما تزوج من أبناءها أيضا، وكل ذلك قصد خلق جو التآلف و الاندماج بين أبناء الوطن الواحد، وقديما قالوا: من سمع لغة قوم أمن مكرهم.
و كما أعتقد أن أكبر مستفيد في هذا النظام اللغوي هم التجار، الذين بفضل هذه القدرة اللغوية يمكن أن يتواصلوا بسهوله مع زبائنهم في مختلف اللغات.
2 ـ العامل الثقافي:
لقد ثبت بالتجربة أن الشخص الثنائي اللغة أو متعددها، أكثر ذكاء، وقدرة في التعامل مع الآخرين، وأبلغ تأثيرا في المجتمع الذي يعيش فيه، وأكثر حظا في سوق العمل...؛ لأنه التقط ثقافات أخـرى، و " اكتسب معرفة معينة وطريقة تفكير وسلوك معين، زيادة إلى ثقافته"69. فهو شخص واحد؛ ولكن في الواقع ليس واحدا، لأنه يمتلك قدرة لغوية لشخصين أو مجموعة أشخاص.
3ـ دفع عجلة الاستقطاب السياسي:
طالما تأكد سعة ثقافة ثنائي اللغة و متعددها، فإن ذلك يمكن أن يفتح أمامه آفاقا سياسية أكثر من غيره؛ ذلك أن الساسة الماليين - وخاصة الرؤساء من فجر الاستقلال إلى منتصف 2002، يخاطبون شعوبهم - في المناسبات - باللغة الرسمية (الفرنسية) و إلى جانبها البمنان فقط؛ لأنهم لا يعرفون غيرها، ولكن - الآن - أكثر من سبع سنوات، تغير لون هذا الخطاب؛ ذلك أن الرئيس الحالي متعدد اللغات، فيوظف أية لغة منها عند اقتضاء الحاجة في المناسبات وبمجرد أن يستعمل الرئيس لغة من اللغات يشعر أي أبن من أبناء اللغة المنطوقة، أن هذا الرئيس ينتمي إلى قبيلته فيستريح إلى خطابه و يطمئن له.

4- الدوافع التربوية:
في الواقع هناك جدلية كبيرة في النظام التعليمي القائم على الثنائية اللغوية، بين داع إليها و معارض لها؛ وإن كنت مع المؤيدين للظاهرة؛ ذلك أن الأطفال الذين يقومون بتعلم أكثر من لغة في مراحل العمر المبكرة، فإن قدرتهم على إجادة هذه اللغات تكون أكبر عما لو تأخر في تعليمهم اللغات في مراحل العمر المتأخرة ويؤكد ذلك " أن العقل البشري يفقد مرونته Plasticté بعد البلوغ، لذا فإن تعلم اللغات بعد هذه الفترة من العمر يزداد صعوبة بمرور الزمن70"
كما لا ننسى أن هناك ما يغزز ذلك إفريقيا، إذ نجد في بعض المجتمعات الثنائية اللغوية ومتعددها، يمكن أن يفهم ناشئوه نظام هذه اللغات الوطنية بكل سهولة، و من ثم يتقبل لغة التعليم بنفس الطريقة التي يتلقاها غيره من المجتمعات الأحادية اللغوية.
ب- آثار سلبية للثنائية والتعدد اللغويين
إذا كانت الثنائية والتعدد اللغويين يخلفان آثارا إيجابية، وفي المقابل فإنهما يعرفان أيضا بعض الجوانب السلبية، يمكن إيرادها بالطريقة التالية:

    1. التداخل اللغوي:
يتعرض ثنائي اللغة أحيانا للتداخل اللغوي سواء بين لغة الأم واللغة الثانية...إلخ، أو بينهما وبين لغة التعليم، فلا يعدو أن يخلط عادات لغة في لغة أخرى.
2- الغزو الثقافي
لقد تسببت الثنائية التعليمية بين لغة الأم / اللغة الثانية...إلخ، والفرنسية في الغزو الثقافـي الاستعماري مما سبب انزعاجا لدى مجموعة كبيرة من الشعب خاصة المستعرَبين منهم؛ فأجـــبر بعضهم على أن يلحـق أبناءه المدارس الفرنسية - على مضض - غير أنها ليست لغتهـم الأم ولا لغتهم الدينية، بعــدما أضحت العربية وغيرها مهمشة، بل و في خطر شديد.
وتسبب الثنائية اللغوية - خاصة إذا كانت بين اللغات الوطنية واللغات الغربية- رغبة الشديـدة لدى أهلها في التشبه بأفراد المجتمع الأجنبي " يرافقها أحيانا شعور عنده بالتخلي عن الانتــماء إلى مجتمعه الأساسي، وذلك من دون أن يكون لديه بالمقابل شعور بالانتماء الكامل إلى مجتمع آخر، مما يسبب بالاغتراب، وتقهقر القيم التقليدية الخاصة بمجتمعه71 ".

الخلاصة
لئن كانت الثنائية اللغوية ظاهرة منتشرة فلا غرو أن توجد التعدد اللغوي mutiliguisme في الساحة اللغوية المالية وبخاصة في ضواحي منطقتي موبتي و تمبكتو، وعلى ضوء ذلك عرضنا اللغات المالية من حيث انتشارها، مواقعها في الخريطة اللغوية، لهجاتها، تواريخها البسيطة.
وكما توخينا في هذا العمل المتواضع استعراض الثنائية والازدواجية اللغويتين، على ضوء معطيات لسانية، ثم حاولنا تطبيقهما على اللغات المالية تحت هذه الروائز: الوظيفة، الهيبة، المعيارية الاستقرار الحيوية واختتاما بالاكتساب، وكذا الثنائية بنوعيها البسيطة و المركبة.
واختتمنا هذا البحث بإيراد بعض الآثار الايجابية والسلبية لظاهرة الثنائية اللغوية، مطبقا إياها على الوضع اللغوي بمالي الحديث، ومذيلا بخرائط لسانية وجغرافية.
ملاحق الخرائط
1- خريطة اللغات الأفريقية
    1. التقسيم الإداري لمالي، الأقاليم، مساحاتها:

Région
Capitale
Surface/km2
Gao (nord)
Gao
170 572

Kayes (sud)
Kayes
119 743

Kidal (nord)
Kidal
151 430

Koulikoro (sud)
Koulikoro
95 848

Mopti (sud)
Mopti
79 017

Ségou (sud)
Ségou
64 821

Sikasso (sud)
Sikasso
70 280

Tombouctou (nord)
Tombouctou
496 611

Bamako (sud)
Bamako
252


RESULTATS NATIONAUX72
Répartition de la population résidente et des ménages selon le sexe et la région (provisoire de 2009)

Régions

Nombre de ménages
Total

Nombre d’hommes
Nombre de femmes
Taux de masculinité (en %)
Kayes

308 794

1 996 812

984 805

1 012 007

49,3

Koulikoro

366 811

2 418 305

1 198 841

1 219 464

49,6

Sikasso

410 449

2 625 919

1 296 988

1 328 931

49,4

Ségou

391 116

2 336 255

1 155 841

1 180 414

49,5

Mopti

379 954

2 037 330

1 006 954

1 030 376

49,4

Tombouct

121 554

681 691

341 151

340 540

50,0

Gao

90 273

544 120

272 883

271 237

50,2

Kidal

12 739

67 638

36 386

31 252

53,8

Bamako

288 176

1 809 106

908 895

900 211

50,2

Total

2 369 866

14 517 176

7 202 744

7 314 432

49,6




    1. الخريطة اللغوية لمالي، ويتلوها خريطة أسرة نيجر- كونغو.


مراجع البحث
1- أبو بكر إسماعيل مايقا، الحركة العلمية والثقافية والإصلاحية في السودان الغربي، ط1، مكتبة التوبة 1997 (م ع س)
2- إسماعيل زنغو برزي، الأصوات والفعل بين العربية والبمنان، مقاربة تقابلية2007 ، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، فاس1.
3- الأمين أبومنقه محمد، صوتيات لغات الشعوب الإسلامية في إفريقيا، منشورات ايسسكو 1999، الرباط.
4- بسام بركة معجم اللسانيات ، منشورات لجروس- برس، بيروت،1984.
5- عبد السلام مسدي، قاموس اللسانيات، الدار العربية للكتاب بلا سنة.
6- عبد الله عبد الماجد إبراهيم، الغرابة... ط1، 1998، دار الحاري،م.ع.س.
7- عبد المجيد سيد منصور، علم اللغة النفسي، منشورات جامعة الملك سعود، الرياض، 1982.
8- قطب محمد سانو، النظم التعليمية الوافدة في إفريقيا... كتاب الأمة، ع 63، 1999، قطر.
9- محمد أحمد بدين، الفلاتة والفلانيون في السودان، مركز الدراسات الإفريقية، 1996، القاهرة.
10- محمود فهمي حجازي، مدخل إلى علم اللغة، دار الثقافة للطباعة والنشر، 1978 القاهرة.
11- ميشال زكريا، قضايا ألسنية تطبيقية، ط1، 1993، دار العم للملايين.
12- نافع العشيري، المشهد اللغوي المغربي ...2008، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، فاس1 .
13- نعيم قداح وآخر، إفريقيا الغربية في ظل الإسلام، سلسلة الثقافة الشعبية 6 مصر.
14- هارون المهدي ميغا، دراسات إفريقية، ع 37، يونيو، 2007، الخرطوم.
15- مجموعة من الباحثين، الحضارة الإسلامية في مالي، منشورات إيسسكو، 1996، الرباط.
مصادر أجنبية:
16 - André Martinet Eléments de liguistique générale, p : 148 , E : Armand colin, 1970, Pari
17-ARACIL, LL. (1965): conflit linguistique et normalisation linguistique dans l’Europe nouvelle, Nancy
18-BOUKOUS - Ahmed et autre, 1985, Du bilinguisme, Ed. Denoël, Paris
19-BLOOMFIELD L. 1933, Le langage, Ed. Payot, Paris.
20-Collection, Lois et décrets de la décentralisation, Assistance de république, 4ed. nouvelle imprimerie Bamakoise 1999.
-21DNAFLA, Alphamali, 1993, Bamako.
22- DUBOIS et autre, 1973 , Dictionnaire de la linguistique, Larousse, Paris.
23- G. DUMESTRE, 2003, Grammaire fondamentale de Bambara Ed. Karthala Paris.
24- G.Dumestre, Strtégie communicative au Mali : langues régionales, Bambara- Frencais, Institut d’etudes créoles et Frencophone, Didier Edution, 1994.
25-KOUYATE Siriman,2006, La charte de Kurukan-Fuga Constitution de l’empire du Mali
26-Lexique de basse Bambarakan- Français ,2003, Fondation Karanta, Bamako.
27- LYONS Jh, 1970, Linguistique Générale ,Lib. Larousse, Paris
28-Caummaueth Reine ,La définition d’une stratégie rélative à la promotion des langues africaines Unesco 1981, Guinnée.
29- SEFFREY Heath،1998, Dictionnaire Songhay – Anglais – Français, Harmattan.
30-TREFAULT Th, 1999, L’école Malienne à l’heure du bilinguisme, Agence intergouvernemental de le francophonie,Ed. S.Marquis Canada.
لقاءات شخصية مع:
31 - جان كالفير تيره Jane calvère Thièra رئيس وحدة لغة بومو في قسم اللغات الوطنية وزارة التربية الوطنية.
32- كادير سانُوغو Kader Sanogo رئيس وحدة لغة (سيناره) (قسم اللغات الوطنية) وزارة التربية الوطنية.
33- كانشي كويتا Kanchi Koïta مسؤول لغة (ماماراه) في معهد اللغات عبد الله باري
34- كبا جُوَرَه، ممثل لغة سركولي في) C N R- ENF (المركز الوطني للبحث في التعليم غير الصريح.
35- لاسن دامبلي Lassine Dembelé رئيس وحدة لغة البمنان ، (قسم اللغات الوطنية) وزارة التربية الوطنية.
36- ماما كونتاMama Konta رئيس وحدة "بوزو" في معهد اللغات عبد الله بري.
37- محمود أغ أويت : رئيس وحدة لغة الأمازيغية، (قسم اللغات الوطنية) وزارة التربية الوطنية.
38- همادون تامبوره Hamadoun Tamboura رئيس وحدة لغة فلفلدي Peul، (قسم اللغات الوطنية) وزارة التربية الوطنية.
39- يوسف بيلو مايغا، ممثل صنغي في) C N R- ENF (المركز الوطني للبحث في التعليم غير الصريح.
40-Encarta 2006
41- Universialis V10 Ed.2005
www. Geocities.com -42
www.tlfq.ulaval.ca4-4




1 - مالي عرفت كثيرا من التعريفات، منها أنها تعني في لغة البمنان bamanakan فرس النّهر، والغرض من هذه التسمية هو القوة والدهشة براً، وبحراً، وقد عرفت في القديم بالماندنج Mandeng، وفي ظل الاستعمار الفرنسي بالسودان الفرنسي، كما سميت بالسنغال العليا Haut Sénégal، ثم النيجر العلياHaut Niger، وتبلغ مساحتها 1 240 192 كم2. تحد مالي الجزائر شمالا، وكوتيفوار Côte d'ivoire وغينيا Guinée La جنوبا، والنيجر Niger وبركينا فاسو Burkina Fasso شرقا، ومن الغرب السنغال Sénégal وموريتانيا. كانت مستعمرة فرنسية، وحازت على استقلالها سنة 1960، ويزيد سكانها على 14 مليون نسمة حسب الإحصائيات الجارية - و التي لم تنتهي بعد - في 2009، ويدين فيها بالإسلام أكثر من 90%. عاصمة مالي مدينة: بماكو Bamako، وتتوفر مالي على ثمانية أقاليم (عمالات) وهي: كاي Kayes، كوليكورو Koulikoro، سيكاسوSikasso، سيغو Ségou، موبتي Mopti، تمبكتو Toumbuctou، غاوو Gao، كيدال Kidal.
2 - التعريف الأكثر تداولا للغة هو: أنها آلة التواصل، ونظام العلامات الصوتية الخاصة بمجموعة متحدة؛ بينما اللهجةDialecte هي: نمط لغوي متميز بنظامه المعجمي والتركيبي والصوتي، وتوظف في بيئة محددة أكثر من اللغة؛ ينظر Dubiois et (autre)، ولكن المحدثين ذهبوا إلى أن الفرق بينهما مسألة سياسية بحتة.

3 - LYONS Jh, p;5, 1970, Linguistique Générale ,Lib. Larousse, Paris
4 - BLOOMFIELD L. p ; 57, 1933, Le langage, Ed. Payot, Paris
5 - معجم اللسانيات، بسام ركة، ص: 28 ، 1984، منشورات جروس- برس، طرابلس.
6 - BOUKOUS - Ahmed et autre,p ; 41, 1985, Du bilinguisme, Ed. Denoël, Paris.
7 - Ibid, p. 42.
8 Ibid, p. 43-
9 - هو استعمال أكثر من لغتين.
10 - لا ننسى أن في قلب موبتي تسيطر البمنان أكثر من غيرها.
11 - Encarta 2006.
12 p;43 - Boukous
13 - ينبغي الإشارة إلى أننا نقصد باللغة المعيار هنا كل مستويات اللغة المقعدة.
14- ينظر، in word N15, 1959,p 325 Ferguson ch,  Diglossia نقلا عن العشيري ص:75، وما بعدها.
15 - أي من نفس الأسرة اللغوية.
16 - لهجتا: schwyzertutsch و schriftdeutschتوظف الأولى لغة التخاطب ، و الثانية لغة التعليم.
17 - لهجتان إقليميتان منتميتان، إلى فصيلة غالو- رومانية GALLO-ROMENES في فرنسا.
18 - / axl /mond /afrique-map-familles.htp // www.tlfq.ulaval.ca،
19 - تطلق هذه الكلمة على القبيلة. وbamanakan على اللغة، و كلمة "بَنْمَنا" مركبة تركيباً إسناديا وتعني "بن" Bán "امتنع، أو لم يرضخ، و"ما" má الرب أو السيد، و"نا" na ضمير (لم يرضخ – رب – هُ) أي لم يرضخ لربه، أو لسيده، وذهب البعض إلى أنها بمعنى عابد الأوثان، ينظر(Lexique de Base Bamankan – Français ) ويطلق الفلانيون كلمة bambarakob أي "الذي ينتسب إلى قبيلة البمنان" على الوثني، راجع، ((les ethnies du Mali) www. Geocities.com).
20 - ينظر ، الحضارة الإسلامية في مالي، مجموعة من الباحثين، ص: 19-20، منشورات إيسسكو، 1996، الرباط.
21 - ينظر، 35 p; Trefault
22 - لا ننسى الدور الذي لعبه الاستعمار، في انتقاء بماكو لتكون عاصمة للبلاد، إذ يجاورها مناطق تتفاعل معها ثقافيا، ويمكن أن تكون بؤرة لتحقيق أهدافها.
23 - لقاء مع يوسف بيلو مايغا ، ممثل لغة صنغي في) C N R- ENF (المركز الوطني للبحث في التعليم غير الصريح، الذي أكد أن هذا النظام وصل إلى الصف السابع، خاصة في كوليكورو، ثم تعثر بعد ذلك لعدم توفر الأدوات التعليمية.
24 -Voir, DUMESTRE G. p ;9, 2003,Grammaire fondamentale de Bambara Ed. Karthala Paris.

25 - لقاء مع Lassine Dembelé : رئيس وحدة لغة البمنان ، قسم اللغات الوطنية (و ت و)
26 - إسماعيل زنغو برزي، الأصوات و الفعل بين العربية والبمنان، مقاربة تقابلية، ص:280، 2007 ، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، فاس1.
27 - الفلانية Langue Peul للإشارة إلى اللغة، والفلاّن Peul للقبيلة، إلاّ أن الأوروبيين، استخدموها في كتاباتهم للغة أحياناً، وهناك عدة تسميات أخرى للفلاّن وللغتهم: يسمون أنفسهم بفـُلو Poullo ( على المستوى الفردي) أو Foulbe (على المستوى الجماعي)، وللغتهم فلفلدي Foulfoulde، ويعرفون بفلُّ Foulo عند الألمان، وفلبي Foulbé لدى الإنجليز وبولار Poular عند الفرنسيين، ينظر، Universialis V10 Ed.2005.
28 - ينظر، د. الأمين أبومنقة محمد، صوتيات لغات الشعوب الإسلامية في إفريقيا، ص: 18.
29 -TREFAULT Th, p ; 33,1999, L’école Malienne à l’heure du bilinguisme, Agence intergouvernemental de le francophonie,Ed. S.Marquis Canada.
30 -ينظر، نفسه، ص: 18. و ينظر أيضا محمد أحمد بدين، الفلاتة و الفلانيون في السودان، ص: 21 وما بعدها، مركز الدراسات الإفريقية، 1996، القاهرة.
31 - د. محمود فهمي حجازي، مدخل إلى علم اللغة، ص: 145-146، ط2، دار الثقافة للطباعة والنشر، 1978 القاهرة. قارنه مع د. قطب محمد سانو، النظم التعليمية الوافدة في إفريقيا...ص: 83، كتاب الأمة، ع 63، 1999، قطر.
32 - لقاء شخصي مع Hamadoun Tamboura رئيس وحدة لغة فلفلدي Peul، قسم (اللغات الوطنية) وزارة التربية الوطنية، 27-09 2005.
33 - الإدارة الوطنية للأبجدية الوظيفية، واللسانيات التطبيقية.
34 - صنغي للقبيلة، ويطلق على أنفسهم كويرابورو Koiraboro ( أي ساكني المدن)، ويطلق عليهم الفرنسيون سوراي Sorai.
35 - ينظر، السعدي، تاريخ السودان، ص:4،Lib. D’Amérique et de l’Oriane 1981، باريس. وعزز د. هارون المهدي ميغا هذه المقولة، فخلص إلى أن مملكة صنغي أقدم المماليك في غرب إفريقيا قاطبة. ينظر مجلة: دراسات إفريقية،ع 37، يونيو، 2007. الخرطوم.
36 - أ.د. أبو بكر إسماعيل مايقا، الحركة العلمية والثقافية والإصلاحية في السودان الغربي ، ص7 وما بعدها، ط1، مكتبة التوبة 1997 (م ع س)
37 -28- JEFFREY Heath, p ; 7 ،1998, Dictionnaire Songhay – Anglais – Français, Harmattan.
38 - السوننكية للإشارة إلى اللغة، وسوننكي Soninke أو سراكولي Sarakolé للقبيلة، وأطلق عليهم البمنان ماركا Marka، والفرنسيون سراكولي Srakole.
39 - ينظر، نعيم قداح – عمر الحكيم، إفريقيا الغربية في ظل الإسلام، ص، 27 وما بعدها، سلسلة الثقافة الشعبية 6 مصر.
40 - ينظر منشورات Dnafla ، ص: 13، ط 1993.
41 - لقاء مع: كبا جُوَرَه، ممثل لغة سركولي في) C N R- ENF (المركز الوطني للبحث في التعليم غير الصريح.
و محمد كايتا، في مقالة غير منشورة.
42 - لقاء شخصي مع كادير سانُوغو Kader Sanogo: رئيس وحدة لغة (سيناره) قسم (اللغات الوطنية) وزارة التربية الوطنية 28/09/2005.
43 - لقاء مع Kanchi Koïta: مسؤول لغة (ماماراه) في معهد اللغات عبد الله باري .
44 - لقاء مع Jane calvère Thièra رئيس وحدة لغة بومو في قسم (اللغة الوطنية) وزارة التربية الوطنية.
45 - لقاء مع Mama Konta رئيس وحدة "بوزو" في معهد اللغات عبد الله بري.
46 - لقاء مع محمود أغ أويت : رئيس وحدة لغة الأمازيغية ، قسم (اللغات الوطنية).
47 - تنتمي إلي فصيلة أفرو-أسيوية، إذ قسمها علماء اللغة إلي قسمين من حيث التاريخ: 1- العربية البائدة: أو ما يسمى بعربية النقوش. 2- العربية الباقية: التي بدأت مرحلتها الأولى في نجد و الحجاز ثم انتشرت في مختلف المناطق المجاورة.
48 - للتعرف على أسباب محافظة مالي على اللغة الفرنسية، يمكن العودة إلى أطروحتنا 2007.
50 - p, 34, Trefault
51 - Lois et décrets de la décentralisation, Assistance de république, 4ed nouvelle imprimerie Bamakoise 1999.
52 ـ راجع ((les ethnies du Mali) www. Geocities.com
53 - د. أمين أبو منقه محمد، صوتيات لغات الشعوب الإسلامية في إفريقيا: ص: 22، منشورات ايسسكو 1999، الرباط.
54 - ينظر، الفلاتا و الفلانيون في السودان، ص: 23، وما بعدها.
55 - دراسات إفريقية، ص:23-25، ع 37، نونيوز، 2007، الخرطوم.

56 - André Martinet, Eléments de liguistique générale p : 148 , E : Armand colin, 1970, Paris .
57 - ينظر، 37p; Trefault
58 -BOUKOUS Ahmed et autre, 1985, Du bilinguisme, Ed. Denoël, Paris.
59 - نافع العشيري، المشهد اللغوي المغربي...2008، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، فاس1.
60 - لقد حدد فرغسون، كيف تتمظهر الازدواجية في الوظيفة؛ فالمتنوعة الرفيعة: توظف في المراسيم الدينية: مساجد أو كنائس، وكذا الخطب البرلمانية و المناقشات السياسية، بينما إصدار الأوامر للخدام و العمال، والرسوم الكاريكاتيرية مثلا للمتنوعة الوضيعة، ينظر العشيري، ص:82.
61 - في الهيبة و الاعتبار، ينظر الأغلبية الساحقة من الشعب إليهما من منطلق ازدواجي، إلى أن اللغة الرفيعة: هي لغة جميلة ومنطقية، وأكثر قدرة في التعبير عن الأفكار والعواطف، أما الوضيعة: فهي لا تعدو أن تكون مكملة و ثانوية، ففي الازدواجية بين العربية الفصحى والعامية: بحيث يقال أحيانا إن الذي يتكلم العامية، ولا يتكلم الفصحى، إنه لا يعرف العربية. ينظر، العشيري، ص:84.
62 - أي أنها لغات معقدة، لها قواعد مضبوطة؛ و بدأت لغات مالي تدخل في النظام التعليمي بالتدرج، وقد وضع Reine Caummaueth، بعض القواعد لتأهيل اللغات الإفريقية: 1- إجباريتها، 2- التعاون مع المؤسسات المعنية . 3- تشجيع الشعب على تعليمها. ينظر,p : 146, La définition d’une stratégie rélative à la promotion des langues africaines Unesco 1981, Guinnée.
63 - هذا على مستوى اللغة الرفيعة، أما الوضيعة فهي التي لم تعرف هذه القواعد، ينظر، العشيري، ص: 86.
64 - و قريبا قد وقفنا على إرث شفوي مهم جدا، وهو دستور Kurukan-Fuga الذي وضع أسسه أول اتحاد الشعب الأسود، ليكون دستورا لمملكة مالي، وهي عبارة عن مجموعة من المواد المتعلقة بحقوق الإنسان في= = شتى جوانبها الاجتماعية و الثقافية والحضارية... للمزيد يمكن العودة إلى: Constitution de l’empire du Mali, p, 16 La charte de Kurukan-Fuga
65 - من منطلق ازدواجي، تكون لغة وضيعة إذا كانت: لغة الأم؛ لأنها تكتسب بطريقة عفوية. أما الرفيعة فهي التي تلتقى على المقاعد الدراسية.
66 - تعني: (+) علامة إيجاب على مستوى الوطني. (+ ؟) إيجاب غير كامل لأنه على مستوى الأقاليم، أو محدود نوعا ما. (-) سالبة.
67 - لقد شاع انتشار اللغة العربية في مالي أكثر من غيرها، والآن لا شك أن ذلك قد ولى منذ زمان بفضل واقع سطو ظلال الكابوس الاستعماري.
68 - بيد أن Dumester G. نظر إليها من منطلق ثلاثي فقط، وهي: الفرنسية ≠ البمنان ≠ اللغات الوطنية. بيد أن مقاربتي، مبنية أساسا على أن اللغات الثلاث ( فلانية- صنغي- سركولي) ليست لها نفس النصيب من الانتشار، للستة التي تقل عنها، وعلى ضوء ذلك لا يمكن اعتماد هذه الثلاثية. بنظر، Strtégie communicative au Mali : langues régionales, Bambara- Frencais, Institut d’etudes créoles et Frencophone, p :3 ; Didier Edution, 1994.

69 -د.ميشال زكريا، قضايا ألسنية تطبيقية، ص: 51، ط1، 1993، دار العلم للملايين.
70 - د. عبد المجيد سيد منصور، علم اللغة النفسي، ص: 205، منشورات جامعة الملك سعود، الرياض، 1982.
71 - قضايا ألسنية تطبيقة، ص: 52.
72 Institut National de la Statistique - INSTAT Bureau Central du Recensement - BCR

هناك 3 تعليقات:

  1. ماشاء الله تبارك الله على الكتاب مهم جدا ومفيد ولكن لا يوجد تحميل مباشر لهذا الكتاب يا دكتور ماذا سنفعل .. وشكرا لك مرة ثانية على الكتيب

    ردحذف
  2. ماشاء الله تبارك الله على الكتاب مهم جدا ومفيد ولكن لا يوجد تحميل مباشر لهذا الكتاب يا دكتور ماذا سنفعل .. وشكرا لك مرة ثانية على الكتيب

    ردحذف
  3. كل الموضوعات مفيدة لكنا في حاجة إلى كتاب:قضايا لسانية إفريقية إن أمكن.

    ردحذف