الخميس، 28 نوفمبر 2019

مجلة القلم العدد الثالث قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة بماكو مالي




مجلة القلم

بسم الله الرحمن الرحيم





القلم، مجلّة علميّة سنوية دوليّة، متخصِّصة، تصدر باللغة العربية، تُعنى بالبحوث العلميّة والدراسات المتخصِّصة في الآداب، واللغات، والفنون، والعلوم الإنسانيّة، في السودان الغربي وغيره.


 شروط النشر
·       أن يكون البحث باللغة العربية أو الفرنسية متَّسِما بالجدَّة والموضوعيّة.
·       ألاّ يكون منشورا أو مقدَّما للنشر في مجلّة أخرى.
·       ألاّ يكون مستَلاًّ من رسالة علميّة (ماستير أو دكتوراه).
·       لا تقلّ الصفحات عن 10 صفحات
·       أن يكون مطبوعا على ورق (A4) وتُرسل نسخة منه مع قرص، وملخَّص بالعربية والفرنسيّة.
·       الالتزام بالمنهج العلميّ في التذييل والتخريج (تكون الحواشي متسلسلة في كلّ صفحة).
·       إرسال سيرة ذاتيّة للباحث وأعماله العلميّة والوظيفيّة، وعنوانه كاملا بالحروف اللاتينيّة، مع خطاب يقرّ فيه بأنّ البحث لم يُنشر، ولم يُقدَّم للنشر في مجلّة أخرى، وليس مستلاًّ من رسالة علميّة.
إذا كان البحث تحقيقا فلا بدّ من إرسال صور من نُسَخ المخطوط. وإذا كان ترجمة فلا بدّ من إرسال الأصل المترجَم عنه وأحقيّة ترجمته.
يمكن قبول بحث مترجم بالفرنسية من البحوث التي سبق نشرها في المجلة بشرطين: أن يتقدَّم المترجم بمسوِّغات مقبولة لدى المجلّة، وأن تجتاز الترجمة التحكيم.
تخضع البحوث للتحكيم من قِبَل شخصين -على الأقلّ-ترشحهما إدارة التحرير.
لا تُعاد البحوث التي لم تَجتَزْ التحكيم إلى أصحابها.
البحوث والدراسات المنشورة تعبِّر - فقط - عن آراء أصحابها.
اللجنة الاستشارية:
ñ         أ.د. محمد طاهر داود، جامعة بايرو، كنو، نيجيريا.
ñ         أ.د. محمود عبده زبير، بماكو، مالي.
ñ         أ.د. المختار أحمد ديرة كلية الدعوة الإسلامية العالمية، طرابلس، ليبيا.
ñ         أ.د. عبد الحميد عبد الله الهرّامة إسيسكو، الرباط، المغرب.
ñ         أ.د. عبد الله إدريس ميغا، جامعة الدارـ نيامي النيجر.
ñ         د. أحمد سفادوغو، جامعة الهدى، وغادوغو، بوركينا فاسو.
ñ         د. جبريل المهدي ميغا، جامعة أمّ القرى، مكة المكرمة، م.ع.س.
ñ         د. عبد الرحمن عبد الله سيسي، معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية تمبكتو.
ñ         د. محمدين محمد، نواكشوط، موريتانيا.
ñ         د. عبد الرحمن ميغا، جامعة الاسلامية النيجر.
ñ         د. عمران كبا، جامعة لاسن كونتي غينيا كوناكري.
ñ         د. محمد الأمين هلاسي كلية الآداب واللغات بجامعة الآداب والعلوم الإنسانية، بماكو.
ñ         أ. د. ماسيري دوكوري، جامعة ولاية يوبي نيجريا.
إدارة التحرير:
ñ         مدير التحرير: د. محمد منكيلو، عميد الكليّة.
ñ         رئيس التحرير: د. سامبي خليل مغاسوبا
ñ         نائب رئيس التحرير: د. إسماعيل زنغو برزي.
ñ         الأمين الإداري والماليّ: د. عبد الله موسى برزي.
التصميم والإخراج
ñ         د. عبد الفتاح سيسي
ñ         أ. أبو بكر دامبيلي
تتمّ المراسلات باسم رئيس التحرير على العنوان الآتي:
La Revue Alqalam, DER Arabe, FLSL
B P:  E3637 BAMAKO MALI
للاتصال:
Cel: (00223 (76 19 68 63 /  76 46 13 54 / 66 73 20 24


محتويات هذا العدد:
د. عمران سعيد ميغا (المملكة العربية السعودية)
 تقديم
شرقت مجلة القلم بكفاءات وخبرات متنوعة؛ فأضحت مستقلة بذاتها تعمل بانتظام منذ فترة، وكانت لهذه البصمات المتميزة صدى في استوائها على سوقها.
إن القارة الأفريقية على مدار نصف قرن من زمان ــ خرج المستعمر من أغلب دوله ـــ لم تتمكن من تقديم رؤية واضحة تساعد على خلق نظام ثابت مؤسس على القراءة والنظر في مجريات الأحداث بمرجعياته الخاصة وثوابته الفكرية؛ يأتي جزء من بحوث العدد وخاصة: الأمن والسلام في مالي من خلال منظور إسلامي،  ليلبي عن بعض تلك النداء في البحث عن آلية لبناء مشروع وطني يحقق الأمن والسلام من منظور إسلامي.
كما حوى هذا العدد دراسات لغوية، انطلاقا من التراث الأفريقي العتيق، متمثلة في جهود الشيخ محمد ميغا سَنْكُوري في دراسات  المخطوطات العجمية، فعرج بعد ذلك إلى موضوع قريب من السابق ــ باعتباره يتناول المخطوطات أيضا ــ في الخطوط في مخطوطات مالي؛ إذ تعرض لأنواع الخطوط في معهد أحمد بابا مع نماذج حية تساعد في التعرف على مختلف أنواعها.
وكما عالج العدد دراسات أدبية ابتداء من الهوية الأفريقية في ميزان الشعر العربي الأفريقي؛ ليسلط الضوء على تلك العلاقة العميقة بين اللغة العربية واللغات الأفريقية، مركزا على تلك الأغراض الشعرية التي تناولتها الأفارقة في أشعارهم، مرورا بموضوعات أخرى في النقد الحديث والعاصر، واختتم بموضوع تربوي حول: تحفيز التعليم العربي الإسلامي في مالي؛ الذي يجيب عن تلك الانصراف شبه مطلق للطلاب عن التعليم؛ إذ إن معظمهم يُقْبِلون على العملية التعليمية بفتور متزايد، وينحصر همُّ أكثرهم في الحصول على الشهادات.
التحرير

 


الأمن والسلام في مالي
من خلال منظور إسلامي من1991 إلى 2019
                            ـ الدكتور أبو بكر محمد
                            ـ الدكتور عبد الفتاح سيسي
قسم اللغة العربية، كلية الآداب واللغات وعلوم الألسنية
بماكو – مالي
 
مدخل
هذا البحث (الأمن والسلام في مالي من منظور الإسلام) يدرس الإسلام في مالي قديما وحديثا دراسة موجزة تتعرض للأمن ودوره في تنمية البلاد وتطوره، واهتمام الإسلام به والوسائل المؤدية إلى الأمن الدائم، ومساهمة الإسلام في استتباب الأمن والسلام في مالي. وتهدف الدراسة إلى إظهار دور الإسلام في استتباب الأمن في العالم بصفة عامة وفي مالي بصفة خاصة، كما تهدف إلى دفع الشبهات التي توجهها أعداء الإسلام والمسلمين بإسناد الإرهاب إليه وهو عنه بريء، وقد تمت معالجة الموضوع بالطريقة الوصفية التحليلية، ونظمت موضوعات البحث بطريقة تتفق إلى حد كبير مع طبيعته مع مراعاة التوثيق العلمي. الاستدلال بالكتاب والسنة وتاريخ مالي القديم والحديث، وتعقب الدراسة خاتمة تتضمن أهم نتائج الدراسة.
ولتحقيق الهدف المنشود من الموضوع تمت دراسته محتوية على تمهيد، ومحورين، وخاتمة على النحو التالي:
-       التمهيد: يتناول تعريفا موجزا عن جمهورية مالي حدودها، ودخول الإسلام فيها.
-       المحور الأول: يتحدث عن الأمن تعريفه وأهميته في الإسلام.
-       المحور الثاني: تعرض فيه مساهمة الإسلام في نشر الأمن والسلام واستتبابهما في مالي قديما وحديثا.
-       الخاتمة: يعرض فيها أهم نتائج الدراسة والتوصيات
الخاتمة                   
بعد هذه الجولة اليسيرة وصل الباحثان إلى النتائج التالية:
أن الإسلام دخل مالي عن طريق سلمي، واعتنقه شعبها طوعا لا كرها رضا بشريعته.
أن الإسلام دين الأمن والسلام، اهتم بالأمن ووضع لاستتبابه وسائل تحققـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه.
أن سلاطين إمبراطوريات مالي طبقوا الشريعة الإسلامية من (400ه - 1100ه) (1000 - 1591م) وكانت نتائجها قيمة حظيت رضا الشعب وقبوله، وتطورت به بلاد هم شهد بذلك المؤرخون كلهم واعترفوا به في كتاباتهم عن تاريخ مالي عهد الإمبراطوريات (غانا - مل- سغي). وكان ذلك السبب الرئيس في تقدم الدولة وتطورها وتنميتها ومنعتها وطول عمرها وشهرتها في تلك الفترة الطويلة الممتدة من القرن الرابع الهجري إلى القرن الحادي عشر منه من تاريخ اعتناق ملك سغي زاكشي الإسلام ونهجه منهجه إلى تاريخ سقوط إمبراطورية سغي (400ه- 1100ه / 1000 - 1591م).
أن وجهة نظر ملوك إمبراطوريات مالي من حيث السياسة تختلف عن وجهة نظر  رؤساء جمهورياتها، فملوك الإمبراطوريات-كزاكشي وكنك موسى، وسني علي بير، وأمير المؤمنين أسكيا محمد كانوا يعتمدون في تنظيم وتسيير إمبراطورياتهم في جميع شؤونها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الشريعة الإسلامية، شهد لذلك كتابات مؤرخي المنطقة كعبد الرحمن السعدي، وأحمد بابا التمبكتي،  ومحمود كعت، وأمير صكتو عثمان بن فودي، وأخيه محمد بلو، وكتابات مؤرخين آخرين من غير المنطقة كابن  بطوطة وأبي العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري، وعبد القادر زبادية، وأحمد شلبي، وإبراهيم علي طرخان.
بينما كان ولا يزال رؤساء جمهوريات مالي وغيرها من الدول المنطقة يعتمدون في تنظيم جمهورياتهم على النظام الأروربي المستورد، ويشهد لهذا دستور مَالي الحالي وما قبلها من دساتيرها بعد الاستقلال.
 أن أيّ مجتمع كائنا ما كان يحاول أن يحل أزمات بلده ومشاكله الثقافية والسياسية والاقتصادية معتمدا على غير النظم التي وضعها مفكروه وعلماؤه القدماء فإنه سيبوء بالفشل فيما يصبو إليه بلا ريب، وهذا أمر لا يتناطح فيه عنزان. وذلك لأن علماء ومفكري كل دولة على وجه الأرض أعلم بالنظم التي تناسب تسيير بلادهم وتنميتها وتقدمها ومصالح شعبهم، ومن المعلوم بداهة إن اختلاف المواقع الجغرافية واختلاف الثقافات تقتضي ولو بشكل قليل اختلاف النظم السياسية، فالنظام السياسي الناجح في منطقة جغرافية معينة في مجتمع ثقافي معين غير ناجح في منطقة جغرافية معينة أخرى تختلف عن الأولى من حيث الجغرافية وثقافة الشعب.
التوصيات والمقترحات
يوصي الباحثان السلطات المالية والقادة الأفارقة بالاعتناء بالنظم التي وضعها مفكروهم وعلماؤهم القدماء والعودة إليها للاستفادة منها في قضاياهم كلها. فإنها تغنيهم في حل أزماتهم ومشاكلهم كلها عن النظم المستورة، ولا مانع من الاستفادة من خبرات النظم الأخرى المجرب نجاحها.
 كما يوصيان الحكام باستقبال الرعية بصدر رحب كلما اقتضى ذلك والمحاورة معهم والنظر في شكاويهم والتبين من صدقها وكذبها، وألاّ يحتجوا عنهم وتوكيل أمرهم إلى من قد يظلمهم من العمال.
ويوصيان الجامعات المالية وأساتذتها بالمخطوطات التي كتبها علماء المنطقة القدماء عن الأمن والسلام تحقيقا ونشرا وترجمة إلى اللغات الوطنية فالفرنسة والإنجليزية ليستفيد شعب مالي منها فإنها غنية بالموضوعات المتنوعة المفيدة في كل المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن يجعلوها في المناهج الدراسية لتعم الفائدة.
بهذا نكون قد شارفنا على نهاية الموضوع. وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.



ألفا محمد ميغا سَنكُرى
وجهوده في المخطوطات العجمية بتنبكت
العقدية، اللغوية، الأدبية
د. إسماعيل زنغو برزي     د. عبد الله موسى برزي
د. شيخ ألاي يكو                  أ. سيد الإمام ميغا
 
مدخل
      نضع بين يدي القارئ جهود الشيخ العلامة ألفا محمد ميغا سنكوري في المخطوطات العجمية: العقدية، اللغوية، الأدبية؛ لنعبر عن تلك الذخيرة العلمية الواسعة، التي تركها لنا من تراث أفريقي مكتوب؛ سواء تعلقت المسألة باللغة العربية أو لغة سنغي، والسؤال المطروح هل تستجيب هذه الكتابات لرؤية علمية؟ ما مدى مصداقيتها، وما تاريخ بدايتها؟
      قسمنا هذا البحث إلى إطارين أساسيين، الأول: الإطار النظري: وفيه تناولنا ترجمة الشيخ، البيئة العلمية، مؤلفاته. وفي المحور الثاني الإطار التطبيقي: تناولنا فيه للمخطوط المختار، مرورا بإعادة كتابته ودارسته واختتاما بتحليله عقديا ولغويا  وأدبيا.
المفاتيح: محمد ميغا سنكوري، جهود، مخطوطات.
الخلاصة
الشيخ ألفا محمد ميغا سنكوري من رواد المدرسة العجمية في لغة سنغي "لهجة تنبكت" ألّف عدة قصائد في الأدعية، ومدح الرسول عليه الصلاة والسلام، والرثاء، ومنظومات في التوحيد والفقه. وخلال هذا البحث وجدنا مجموعة من القصائد للشيخ في مكتبة معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية. فركزنا  على نموذج المخطوط رقم 4571 بمكتبة معهد أحمد بابا – تمبكتو
هذا النظم بلغة سنغي يدور حول كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"؛ وهي أصل من أصول العقيدة الإسلامية؛ إذ يركز عليها كل ما يأتي فيما بعد من عقائد، وأحكام، وشرائع. فلجأ فيه الشاعر إلى أسلوبي الشعر الوجداني والتعليمي لصناعة منظومته. مستعملا جملا اسمية: في التوكيد، والثبوت، والاستقرار. وأخرى فعلية: في الإنشاء الطلبي عند التضرع والدعاء؛ كما استخدم المحسنات البديعية للتأثير على المستمعين والقارئين، منها: التصريع، الجناس، المقابلة.

الخطوط في مخطوطات مالي: معهد أحمد بابا نموذجا
د. دريس تراوري، مدير البحث العلمي
معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية
 
 
 ملخص البحث
يعتبر معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية المعهد الرسمي الذي يعنى بجمع المخطوطات وصيانتها في مالي، ذلك المخزون العلمي، والتراث الثقافي الذي يشهد على عراقة الحضارة الإفريقية، ويفند الذي ينفون مساهمة الأفارقة في التاريخ الإنساني بدعوى أنهم لا يملكون تاريخا مكتوبا. إن تحليل هذا الرصيد المخزون من المخطوطات، يبين لنا تنوع الخطوط التي كتبت بها المخطوطات إلى خط شرقي، وخط مغربي، وخط صحراوي، وخط سوداني، وخط سوقي، وخط هوسي؛ وذلك لتنوع الجهات التي ساهمت في تأليفها وفي نسخها.
الكلمات المفتاحية: معهد أحمد بابا ـ المخطوطات ـ الخطوط ـ تمبكتو
الخاتمة:
أخذ العرب الخط الحجازي من الأنباط، وطوروه إلى الخط الكوفي الذي انتقل مع الفتح الإسلامي إلى بلاد المغرب، فنشأ منه بالقيروان الخط القيرواني، وبالأندلس الخط الأندلسي، وبالمغرب الأقصى الخط المغربي. وانحدر الخط من المغرب الإسلامي إلى أفريقيا، فاتخذ أشكالا مختلفة بتعا للمناطق التي ساهمت في تطويره. ويؤيد ذلك تنوع المخطوط التي كتبت بها المخطوطات الموجودة في معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية، ففيها الخط الشرقي، والخط المغربي، والخط الصحراوي، والخط السوقي، والخط السوداني، والخط البرناوي.



الهوية الإفريقية في ميزان الشعر العربي الإفريقي
د. يوسو منكيلا
باحث بمعهد الأبحاث في العلوم الإنسانية التابع لجامعة عبدو مؤمن، وأستاذ الأدب المشارك بالجامعة الإسلامية في النيجر
 
 




مدخل:
  تمثل الفنون والآداب عناصر رئيسة من مجموع مكونات الهوية الذاتية لأية أمة متحضّرة، فهي نتاج عقول أبنائها وثمرة قرائحهم، وهي إلى ذلك أبرز مظاهر تأثيرها الحضاري والفكري في الحضارات الأخرى، ومقياس وعائها الإنساني، وتجاربها الذاتية، وهي المكون الأقوى والأهم لشخصيتها الثقافية ولكيانها الحضاري.
 ولا شك أن اللغة هي لسان الإبداع الفني والأدبي غالبا، وبذلك كانت العناية بها محافظة على أهم وسائل التواصل الإنساني، ورعاية للوعاء الثقافي الذي تمثله الحضارة في جانبها الفكري.
إن حياة الأدب العربي الإفريقي عامة والشعر العربي الإفريقي خاصة مرتبطة باللغة العربية وثقافتها في إفريقيا. إذ لا يمكن تصور التفرقة بين تاريخ الإسلام واللغة العربية في هذه المنطقة[1].
إذا فما هي طبيعة هذا الشعر العربي الإفريقي الذي يعتبر واحة مترامية الأطراف، وهو كشجرة متشعبة الفروع عميقة الجذور خصبة زاخرة بالعطاء يدب النماء في عروقها بغير حدود؟
وكيف أبرز الشعر العربي الإفريقي الهوية الإفريقية الأصيلة ذات صبغة إسلامية؟
الخاتمة:
لقد كان من الطبيعي بعد دخول الإسلام وانتشاره في شرق وشمال أفريقيا أن يدخل البلدان الواقعة في وسط القارة وغربها وجنوبها، وبخاصة وأنه رسالة عالمية لا تقف في سبيلها الحواجز المائية أو الرملية أو الجبلية أو البشرية، ولا شك في أن دخول الإسلام إلى الشمال الإفريقي، ثم توغله إلى الصحراء والساحل والسودان الغربي قد نتجت عنه وحدة روحية وثقافية إسلامية بين هذه المناطق، كما نتجت عن ذلك روابط بشرية من الصداقة والأخوة والتزاوج والاندماج العرقي في كثير من الحالات مما خلق شعورا عميقا بالتضامن ووحدة المصير بين شعوب يوحدها الإسلام وثقافته.
لقد اكتشفنا من خلال هذه الدراسة التأثير الإسلامي الواضح في الشعر العربي الإفريقي، إذ لا نعثر على قصيدة واحدة بل بيت واحد يخالف معناه ما يدعو إليه الإسلام من قيم أخلاقية سامية، حتى فيما نظم من الغزليات.
فمن خلا البحث توصلنا إلى ما يأتي:
1.     أن اللغة العربية في إفريقيا عميقة الجذور، حيث عرفتها البيئة منذ عصورها الوثنية، وذلك لفعل الهجرات العربية المبكرة إليها.
2.     أن الشعر العربي الأفريقي لم يكن نتيجة طفرة أو مظهر عابر، وإنما جاء نتيجة صدى لمعطيات تمخضت عن مؤثرات نابعة من صميم البيئة الأفريقية التي اصطبغت بالثقافة العربية الإسلامية.
3.     عالج الشعر العربي الأفريقي موضوع تشويه سمعة القارة الأفريقية من قبل القوى الاستعمارية الغربية لفائدة الدول الغربية.
4.     إن الاحتلال الغربي يعد من أكبر المعوقات التي عرقلت مسيرة الحضارة الإسلامية والثقافة العربية من خلال ما مارسه من شتى أنواع الدمار في أفريقيا، ومن أظلم ممن سلب شعبا من ثوابته وثقافته المصيرية؟
5.     إن ما اتخذه الشعراء الأفارقة من أسلوب الدفاع عن الهوية الأفريقية هو الرفض والتخويف والتنبيه والتحريض، وذلك من خلال قرض شعر الجهاد.
وأخيرا؛ يبقى سؤال تطرحه هذه الخاتمة، وهو: هل لأدب العربي مستقبل في إفريقيا، وهذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر، وهو: هل للشعر العربي مستقبل في لأفريقيا.

المعادلة الأسلوبيّة بين الشعر والرواية
مقاربة للفشل التنظيريّ
د. صواليحو كوني
أستاذ مشارك في النقد الأدبي المعاصر، وعميد كلية اللغة والعلوم الإنسانية ـ الجامعة الاسلامية بالنيجر




 
 


مقــــــدمــــة
ارتبط النقد الأدبيّ العربيّ بالعلوم اللغويّة، وبالأحرى علوم البلاغة منذ زمن بعيد، وقد جاء هذا الارتباط في إطار بحث يُراهن على تحقيق علميّة موضوعيّة للنقد الأدبيّ، إلا أنّ هذا الطموح العلميّ بقي نسبيّا عبر المسار التاريخيّ للنقد الأدبيّ؛ لأنّ العمل النقديّ لا يستطيع التخلّص من أسبقية رؤية الناقد المكرّسة على الذوق والعاطفة. ولأنّه كذلك عمل وصفيّ تحليليّ تواصليّ لعمل إبداعيّ فنيّ يرفض القواعد الثابتة، وينفلت من كلّ منهجيّة علميّة صارمة تحاول محاصرته أو ضبطه. وهو أمر تنبّه إليه كبارُ المنظّرين، والنقادِ الأسلوبيّين قديما وحديثا في إطار مناقشاتهم العلميّة الدقيقة للنقد الأدبيّ بين الذاتيّة والموضوعيّة.
ومنذ بداية عصر التنظير العلميّ للنقد الأدبيّ العربيّ؛ حُظي جنس الشعر باهتمام الأسلوبيّين أكثر من أي جنس أدبيّ آخر، وتفوّق على مختلف الأجناس الأدبيّة الأخرى بخصائصه اللسانيّة والفنيّة، ومكانته الاجتماعيّة والثقافيّة، وتمّ تتويجه أسلوبيّا ملكا للإبداع الأدبيّ. وجاء هذا التتويج تثمينا لمكانته المقدّسة أو شبه المقدّسة عبر العصور.
لم يُؤخذ بعين الاعتبار في العمليّة التشريحيّة الأسلوبيّة اختلاف الأساليب، وتقنيات توظيف العناصر اللسانيّة بين البنية الشعريّة وبنية الأجناس النثريّة، في وقت كانت بعض الأجناس النثريّة قد حقّقت الإبداع الأدبيّ والمتعة الفنيّة. وقدمت عطاء معرفيّا لسانيّا واجتماعيّا، لا يقلّ أهمية عمّا يُقدمه الشعر، مثل الرسائل والمقامات. وكانت هذه الأخيرة قادرة تماما على منافسة الشعر وزحزحته، لو سمحت لها الظروف السياسيّة والاجتماعيّة واللغويّة التي كانت تروّج لجنس الشعر، ولو أنّها قُيّمت من منطلق أسلوبيّ خاص بها.
وظلّت محطة المشكلة في التركيز على خصائص الأسلوبيّة للجنس الشعريّ، وتعميم الرؤية النقديّة بها على كلّ جنس أدبيّ، ومن ثمّ لم تجد المقامات في عصر ازدهار النقد الأدبيّ العناية التّي كانت تستحقها في النقد الأسلوبيّ.
وامتدادا لهذا التنظير القائم على المعادلات الأسلوبيّة الفاشلة بين الجنس الشعريّ والأجناس الأخرى فشل الأسلوبيّون التقليديّون في إبراز القيمة الأدبيّة للأجناس الأدبيّة الحديثة، ولم يعترفوا بأدبيّتها شكلا ومضمونا، وأخصّ بالذكر الجنس الروائيّ، والجنس القصصيّ، والجنس المسرحيّ، ولم يتمّ إسعافها إلا بعد ظهور الأسلوبيّة الحديثة، ونظريات علم السرد، والنقد الروائيّ، والنقد المسرحيّ.
وتكتسي هذه المقالة أهميتها القصوى في مقاربة إشكاليّة هذه المعادلة الأسلوبيّة، وإبراز مواطن فشلها من خلال عنوانها: "المعادلة الأسلوبيّة بين الشعر والرواية، مقاربة للفشل التنظيريّ" في إطار حيثيات الجهاز التواصليّ اللسانيّ: المرسِل- الرسالة- المرسل إليه، وبتعبير آخر تعالج إشكالية فشل المعادلة الأسلوبيّة بين الشعر والرواية على مستوى المبدع والجنس الأدبيّ والقارئ، وذلك في ثلاثة محاور بعد مقدمة وتمهيد، وهي:
-       مقدمة:
-       تمهيد: التواصل اللسانيّ والأساليب الأدبيّة:
-       المعادلة الأسلوبيّة بين الشاعر والروائيّ:
-       المعادلة الأسلوبيّة بين الجنس الشعريّ والجنس الروائيّ:
-       المعادلة الأسلوبيّة بين القراءة الشعريّة والقراءة الروائيّة:

نظرية التلقي: الجذور والمفاهيم
د. عمران سعيد ميغا
جامعة الملك سعود بالرياض

 
 


مقدمة:
إن نظرية التلقي من المناهج النقدية المعاصرة، التي جاءت استجابة للأزمة النقدية، وهي تعتبر المرحلة الأخيرة من مراحل تطور النقد الأدبي، مرحلة عصر القارئ، وغدا المنجز الأدبي دون تلقٍ فاقد الأهمية والقيمة معا، ولقد مر النقد بثلاث مراحل انطلق من المبدع إلى النص ثم إلى القارئ أو المتلقي،  ففي المرحلة الأولى  كان المبدع هو المسؤول الأول والأخير عن أثره الفني، ففي المرحلة الثانية كان التركيز على النص المبدَع حيث لم تعد للمؤلف قيمة تضاف على النص، وإنما الأمر كله يعود إلى النص مما أدى إلى مقولة موت المؤلف، ومع نظرية التلقي باب التركيز على القارئي، وبه تكتمل منظومة المسار التاريخي في الخطاطة الثلاثية التي وضعها رومان جاكبسون، : (المرسل-الرسالة- المرسل إليه)، فهذه العناصر تعتبر الأركان الأساسية لتكميل البنية الفنية للإبداع الفني.
وفي المرحة الأولى يظهر النقد في نوع من التحاور بين الناقد والمبدع حيث يسائله الناقد لم فعلت؟ ولم لم تفعل؟ وكيف...؟ وغير ذلك من الأسئلة المتكررة التي اعتاد النقاد توجيهها إلى المبدع، لأنه هو المسؤول عن عمله، ويتحول الأمر من التوجه نحو المبدع إلى الاعتناء بالنص المبدَع حيث لم تعد للمؤلف قيمة تضاف على النص، وإنما الأمر كله يعود إلى النص مما أدى إلى إيجاد منهجين لدراسة النص منهج خارجي سياقي، ومنهج داخلي، فيدرس المنهج الخارجي  النصوص الأدبية في ظروف نشأتها والسياقات الخارجية لها، التي لها تأثير في إنتاج النص،  ويمكن أن يشمل  هذا المنهج كل الدراسات النقدية التي لا تجعل النص الأدبي وحده مدار اهتمامها، أي أنها تتوسل بوسائل خارجية ليست من داخل النص نفسه وهذه المناهج تسمى المناهج السياقية. ويتمثل ذلك في المنهج (التاريخي، والاجتماعي، والنفسي...). أما المنهج الداخلي، فهي تدرس النص من الداخل: ويشمل الدراسة النسقية والتي تهتم بدراسة النص من خلال النص بعيدا عن السياقات الخارجية وتأثيرات البيئة التي أنتجت النص، وتحتها نجد الشكلانية والبنيوية والتفكيكية، والسيميائية، والأسلوبية، وغيرها من المناهج الحديثة التي أرادت أن تنعى موت المؤلف، وتحد من سيطرته على النص([2])، ومن ثم يد التطور تتعدى إلى الجانب الثالث من البنية الفنية وهو القارئ، وهو الذي لم يكن يحظى بأدنى اعتبار من قبلُ.
وموضوعنا الذي نحن بصدد الحديث عنه يأتي في المرحلة الأخيرة وهي المرحلة المعروفة بعصر القارئ، حيث اكتسب القارئ قيمة إضافية في بناء وتكوين الأثر الفني، فإن الجمالية الفنية وقيمتها تكون مع وجود قارئ، ولولا القارئ لما كادت للنص قيمة تذكر ولا اعتبار له، ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة التي تعتني بآخر مرحلة من مراحل النقد الأدبي.
ومنطقية البحث تفرض علينا أن نوزعها إلى عناصر وهي كالتالي:
-       المقدمة: مفهوم التلقي واستجابة القارئ.
-       مبحث(1): الجذور الفكرية لنظرية التلقي.
-       مبحث(2): أبرز المفاهيم التي اعتمدت عليها النظرية.
-       الخاتمة: تضم أبرز ما توصلت إليه الدراسة، ومصيرة هذا التيار النقدي.


الملخص:
إن نظرية التلقي من المناهج النقدية المعاصرة، التي جاءت استجابة للأزمة النقدية، وهي تعتبر المرحلة الأخيرة من مراحل تطور النقد الأدبي، مرحلة عصر القارئ، وغدا المنجز الأدبي دون تلقٍ فاقد الأهمية والقيمة معا، ولقد مر النقد بثلاث مراحل انطلقت خلالها من المبدع إلى النص ثم إلى القارئ أو المتلقي حسب المصطلحات المطلقة على هذا الأخير، ففي المرحلة الأولى كان المبدع هو المسؤول الأول والأخير عن أثره الفني، ويظهر النقد في نوع من التحاور بين الناقد والمبدع حيث يسائله الناقد لم فعلت؟ ولم لم تفعل؟ وكيف...؟  ومن ثم تحول الأمر من المبدع إلى النص المبدَع حيث كان التركيز على النص، ولم تعد للمؤلف قيمة تضاف على النص، وإنما الأمر كله يعود إلى النص مما أدى إلى مقولة موت المؤلف، ومع نظرية التلقي بات التركيز على القارئ، وبه تكتمل منظومة المسار التاريخي في الخطاطة الثلاثية التي وضعها رومان جاكبسون: (المرسل-الرسالة- المرسل إليه) - فهذه العناصر تعتبر الأركان الأساسية لتكميل البنية الفنية للإبداع الفني- هي الخريطة التي ترسم مسير النقد الأدبي.
وإننا سنُعنى في هذا البحث بالمرحلة الأخيرة وهي المرحلة المعروفة بعصر القارئ، حيث اكتسب القارئ قيمة إضافية في بناء وتكوين الأثر الفني، فالجمالية الفنية وقيمتها تكون مع وجود قارئ، ولولا القارئ لما كانت للنص قيمة تذكر ولا اعتبار له، ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة التي تعتني بآخر مرحلة من مراحل النقد الأدبي. وقد حاولت تناول الموضوع من خلال ثلاثة عناصر:
مدخل تحتوي على مفهوم التلقي واستجابة القارئ. ومبحثين: تحدث في الأول عن الرواد والجذور الفكرية لنظرية التلقي. واحتوى الثاني: على أبرز المفاهيم التي اعتمدت عليها النظرية. مختتما بما توصلنا إليه من نتائج خلال البحث.

تحفيز التعليم العربي الإسلامي في مالي
د. أبو بكر الصديق سيسي
مدرس المواد التربوية والترجمة في كلية الآداب واللغات والعلوم الألسنية

 
 


تقديم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين. وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن العامل في مجال التعليم في مالي سواء كان مدرسا أم إداريا أم غيرهما لَيرى انصرافا شبه مطلق للطلاب عن التعليم؛ ذلك أن معظمهم يُقبِلون على العملية التعليمية بفتور متزايد: لا يقرأون ما يتعلمونه بتفهُم، ولا يسألون عما يُشكِل عليهم من مفاهيم متعلقة بالدروس، ينكبُّون على المذكَّرات حفظا لا فهما، وينحصر همُّ أكثرهم في الحصول على الشهادة، وازداد في أوساطهم عدمُ الجدوى المستقبلي ماديًّا ومنصبيًّا لتحصيل هذا التعليم.
ومما يزيد الطين بِلَّة، والأمر تعقيدا، وبخاصَّة في المستويات التعليمية المتصاعدة عَدمُ وجود المكتبات العلمية المناسبة في المعاهد الثانوية والجامعية على حد سواء، وعدم دخول الطلاب في القليلة الموجودة منها للقراءة. ولا أبالغ إذا قلت عدم وجود ثقافة زيارة المكتبات العلمية لدى طلابنا الجامعيين.
من أعراض هذا الداء الوبيل – أيضا - اشتغال كل تلميذ بهاتفه الشخصي وانكبابه على وسائل التواصل الاجتماعي، واستعراض الصور، ومقاطع الفيديو، كلما خرج مدرس أو غاب آخر. ولو كانوا يستغلُّون هذه المواقع والمقاطع في اكتساب المعرفة ومواكبة المعلومات المستجدَّة لكان خيرا ولكنَّ المشاهَد أنَّهم إنَّما ينكبُّون على التوافه، حتى تردَّت المستويات التعليمية لدى معظمهم إلى ما نشاهده الآن من الضعف الشديد علما وثقافة...
أضف إلى ذلك النتائج المأساوية لامتحاناتنا الفصلية والسنوية بالجامعات، حيث لا ينجح فيها إلا القليل النادر. يدخل المدرسون اجتماع تداول الدرجات بعد الامتحان، وما أن تقرأ عليهم نسبة النجاح حتى يصيبهم الذهول والاندهاش! ويتساءلون: ماذا نفعل أمام هذا الواقع الأليم؟ هل ننزل قليلا تحت درجة النجاح المشروع، فتصبح نسبة النجاح معقولة أو نبقي الأمر على حالها؟
استوقفني هذا الواقع المر أكثر من مرة، فسألت نفسي كيف نُحفِّز طلابنا على التعلم؟ وكيف نجعل الكتاب صديقهم الأول؟ وكيف ننقذهم من الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة؟ فكتبت هذه الورقة بغية تشخيص الداء، واقتراح الدواء، ولعل المسؤولين عن التعليم يعملون مع المدرسين والطلاب وأوليائهم على ما يؤدي إلى التحفيز على التعلُّم، وتحسين المستويات، والنهوض بالتعليم العربي الإسلامي لتحقيق غاياته السامية. هذا التعليم الذي يُعتبَر في مالي مصدر ومصنع الدعاة إلى الله، والمربين على القيم والفضائل، والمحارِبين للفساد الاجتماعي والإداري، والانحلال الخلقي...إلخ.
وتشمل الورقة تعريفا للمدارس العربية الإسلامية في مالي، وأهمية التربية والتعليم في تنمية الفرد، وعوامل ضعف الدافعية لدى طلاب المدارس العربية الإسلامية، وتعريف التحفيز لغة واصطلاحا، وبيان أهميته ووسائله في التعليم المدرسي، ووسائل تحفيز التعليم العربي الإسلامي.
الملخص:
يمكن تلخيص هذه الدراسة في النقاط التالية:
-       أن الاستعمار الفرنسي هو الذي أسس أول مدرسة عربية في جمهورية مالي لضمان إقبال الأهالي إليها، إذ وجد أن اللغة العربية هي لغة الإدارة والمراسلات في مالي.
-       أن الأهالي طوروا مدارسهم القرآنية على غرار ذلك، بهدف الحفاظ على الهوية الإسلامية وتعليم الأولاد أمور دينهم.
-       أن التعليم النظامي المقصود هو ضمان التقدم الحقيقي للفرد والمجتمع، لذلك تنفق الدول الناهضة والمتقدمة مبالغ باهظة عليه.
-       يظهر ضعف التحفيز لدى طلاب المدارس العربية الإسلامية على صورة التكاسل وعدم بذل الجهد وضعف الحماس للتعليم والتحصيل الأمر الذي يؤدي إلى الرسوب المتكرر وبالتالي التسرب الدراسي.
-       ومن أسباب ضعف التحفيز لديهم أيضا عدم توظيف الخريجين في الوظائف الرسمية المرموقة للحاجز اللغوي وسوء تعامل المعلمين والأسر معهم أحيانا والخلافات العائلية أحيانا أخرى. ويضاف إلى ذلك عدم تمويل المدارس بما يمكنها من أداء رسالتها التربوية، بالإضافة إلى قلة رواتب المدرسين. 
لضمان تحفيز التعليم العربي الإسلامي في مالي لا بد من:
-       تدريب المعلمين تدريبا أكاديميا ومهنيا وثقافيا وإلزامهم بالحضور في حصصهم الواجبة.
-       تحفيز التلاميذ وتشجيعهم بصورة مستمرة في حالة النجاح والرسوب على حد سواء.
-       مراجعة رواتب المدرسين والزيادة فيها على قدر جهودهم وقيمة وظيفتهم التربوية والدينية والإصلاحية.
 هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.














[1] - انظر في: - حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا، د. شيخو أحمد سعيد غلادنشي، الكتبة الإفريقية، ط17، 2.
- حركة اللغة العربية وآدابها في نيجيريا، د. شيخو أحمد سعيد غلادنشي، الكتبة الإفريقية، ط17، 2.
- النيجر اليوم، منشورات جون أفريقيا، ط1، 1982، ص13.
-تاريخ السودان، ص:15.
- تحفة الأنظار في غرائب الأسفار، دار الكتاب اللبناني، (بدون ت) ص: 443.
-  نيل الابتهاج بتطريز الديباج، أحمد بابا التنبكتي، منشورات كلية الدعوة الإسلامية، ط1، 1989، ص: 576.
- قيام إمبراطورية مالي، إبراهيم طرخان علي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، لا ط،  1973، ص:50.
- الأدب السنغالي العربي، د. عامر صب، ج1/21.
[2] - ينظر: حمد، عبد الله خضر: مناهج النقد الأدبي : السياقية والنسقية، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت-لبنان، ص 13-14.

هناك تعليق واحد: