الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

جهود القسم العربي في خدمة المخطوطات 2017ـ2019

 


  جهود القسم العربي في خدمة المخطوطات 2017-2019

 

ذ. إسماعيل زنغو بزري

 

  ورقة للمشاركة في ورشة حول

 

اللغة العربية والمؤسسات الإسلامية في التعليم العالي والبحث العلمي في مالي

 يومي 09 و 10 ديسمبر 2020

 في معهد العلوم الانسانية بماكوـ مالي

 

 

 

القسم العربي كأي قسم أو شعبة؛ جهة علمية يؤدي مهامي التدريس والبحث العلمي في الجامعات والمدراس العليا، فأدى القسم مجموعة من البحوث الأكاديمية والعلمية، والأنشطة الثقافية .. إلخ.

ولكن في السنتين الأخيرتين 2017ـ 2019 عرف قسم الدراسات والبحوث العربية، التابع لكلية الآداب واللغات وعلوم الألسنية، جامعة الآداب وعلوم الانسانية (جامعة حكومية، أنشأ منذ 1994) مجموعة من الأنشطة العلمية السابقة من نوعها حول المخطوطات، والتي لم يعهدها من ذي قبل، والتي يمكن عرضها بالطريقة التالية:

1.    بحوث الأساتذة في القسم

ـ ألفا محمد بن مبارك بن طفى السَبَّاقُ إلى ترقين صنغي بالحرف العربي في تمبكتو

هذا البحث مُول من قبل معهد أحمد بابا  برزي وآخرون، منشور في مجلة سنكوري ع 10 ص ص: 20ـ 40 توصل ـ الباحثون ـ إلى أن الشيخ ألفا محمن بن مبارك خلف لنا مؤلفات كثيرة، أغلبها في التصوف؛ التي تحمل في طياتها عددا من النصائح القيمة؛ التي تعد من أولويات المشاكل التي تعانيها أبناء المنطقة.

كتبت أغلب هذه المؤلفات بلغة صنغي مستعملا الأبجدية العربية، ولما رأى أن ثمة أصواتا أخرى لا تعرفها العربية؛ ابتكر أصواتا جديدة من العربية، مع إجراء تحسين طفيف لتنسجم مع لغة صنغي؛ أما عن الجانب المعجم، فقد انتخب لغة صنغي العام، مع الارتكان إلى لهجة تنبكت إذ هي اللهجة السائدة في محيطه، وفي المقابل استعمل كلمات أخرى ليست منتشرة في لهجة تنبكت، وربما تستعمل في حدود ديري؛ مع الملاحظة أنه اقترض مجموعة من الكلمات العربية.

ـ ألفا محمد ميغا سَنكُرى وجهوده في المخطوطات العجمية بتنبكت: العقدية، اللغوية، الأدبية

هذا البحث منشور في مجلة القلم التابع لقسم اللغة العربية كلية الآداب واللغات وعلوم الألسنية مالي، عدد 03 ص ص: 32ـ 51  برزي وآخرون 2019، فخلص إلى أن ألفا محمد ميغا سَنكُرى من رواد المدرسة العجمية في لغة صنغي "لهجة تنبكت" ألّف عدة قصائد في الأدعية، ومدح الرسول عليه الصلاة والسلام، والرثاء، ومنظومات في التوحيد والفقه. وخلال هذا البحث وجدنا مجموعة من القصائد للشيخ في مكتبة معهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية. فركزنا على نموذج المخطوط رقم 4571 بمكتبة معهد أحمد بابا – تمبكتو

هذا النظم بلغة صنغي يدور حول كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"؛ وهي أصل من أصول العقيدة الإسلامية؛ إذ يركز عليها كل ما يأتي فيما بعد من عقائد، وأحكام، وشرائع. فلجأ فيه الشاعر إلى أسلوبي الشعر الوجداني والتعليمي لصناعة منظومته. مستعملا جملا اسمية: في التوكيد، والثبوت، والاستقرار. وأخرى فعلية: في الإنشاء الطلبي عند التضرع والدعاء؛ كما استخدم المحسنات البديعية للتأثير على المستمعين والقارئين، منها: التصريع، الجناس، المقابلة.

ـ رتبة قواميس الثنائية اللغوية في مخطوطات تنبكت

هذا البحث منشور في مجلة سنكوري التابعة لمعهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث الإسلامية تنبكت عدد 12 ص ص: 07 ـ 26، برزي وآخرون 2019، حول مخطوط أحمد بابا التنبكتي الذي لم نجد فيه إلا نسخة واحدة، ولأهميته البالغة توصلنا إلى رصد بعض أفكار المتعلقة بعلاقة اللغة العربية مع اللغات الافريقية، وخاصة تلك التي احتكت بالعربية منذ فجر الاسلام، مرورا بالفكر المعجمي في الثقافة العربية الذي تبلور عن ظهور مجموعة من قواميس أحادية اللغة ثنائية اللغة فمتعدد اللغات.

كما تمكنا من إعادة كتابة نص المخطوط، موضحا المنهج المتبع في هذه الدراسة ورتبة هذا القاموس بين غيره من القواميس؛ لنخلص أن هذا الشعب استطاع أبناؤه وضع قواميس متخصصة منذ القرن السادس عشر، تزامن مع وضع أول قاموس ثنائي اللغة بين الإسبانية ـ العربية، وربما يمكن القول بأنه ثاني قاموس في الثنائية بين العربية وغيرها من اللغات الأخر على مستوى العالم؛ والذي عمل هذا هو أحمد بابا التنبكي.

وهذا يدل بلا شك على ما قدمته هذه الشعوب للإنسانية جمعاء؛ وآثار ذلك واضحة على مختلف الشعوب في المنطقة.

 

2.    بحوث الماستير

في مرحلة الماستير عرف القسم بحثان مهمان حول المخطوطات يمكن إيرادهما:

ـ أحمد أبو الأعراف التكني، حياته وجهوده الأدبية والعلمية في معهد أحمد بابا بتنبكت،  دراسة إحصائية وصفية تحليلية، محمد القاضي سليمان ميغا، إشراف د.عبد الرحمن سيسي، 2019.

توصل إلى إبرز جهود، متمثلا في اختصار وتلخيص الكتب المطولة وفهرستها وإعادة تنظيمها وترتيب المعلومات المتناثرة وجمعها، وشرح المنظومات التي تحتاج إلى ذلك.

ـ دراسة فصائد بلغة سغي مكتوبة بالحرف العربي، إنتاج ألفا محمن بن مبارك أنموذجا، دراسة تاريخية وصفية تحليلية، سيد إمام ميغا، إشراف د.عبد الرحمن سيسي، 2019.

3.    الندوات

نظم القسم أنشطة علمية وخاصة ندوات في السنتين الأخيرتين، بالطريقة التالية:

ـ في 28 أكتوبر 2017 نظم فريق بحث حول المخطوطات تابع لجامعة همبورغ ندوة علمية حول: مخطوطات مالي التنمية، بالتنسيق مع معهد أحمد بابا، سفاما، جامعة همبورغ، فتم استعراض خمسة بحوث.

ـ في 16ـ17 نوفمبر 2018، نظم القسم ندوة دولية حول المخطوطات والتنمية بالتنسيق مع جامعة همبورغ، معهد أحمد بابا، سفاما، فتم استعراض ثلاثة عشر بحثا.

في الندوتين تم استعراض ومناقشة مجموعة من البحوث حول المخطوطات وتكنلوجيا، التعاون في البحث حول المخطوطات، المخطوطات والطب، نصائح للأمراء، جهود شخصيات في المخطوطات المعجمية، مثل: ألفا محمن وأحمد لب ..إلخ مع محاولة ربط كل البحث المقدمة بالتنمية العلمية والثقافية والحضارية.

4.    مختبر اللسانيات العربية

في 2015 في اجتماع على مستوى القسم تم الاتفاق على انشاء مختبرين في القسم، مختبر في اللسانيات العربية الحديثة، وآخر في الأدب؛ ويبدو إلى حد الآن أن مختبر اللسانيات العربية هو الذي رأى النور؛ فانكب على البحث طوال هذه الفترة، ووجد ضالته في المخطوطات العجمية فتمكن من العمل في مشروع معجمي ضخم حول المصطلحات الطبية في المخطوطات.

وإلى حد الآن تم نشر مقالتين، الأولى ـ لا تهمنا ـ حول اللسانيات الاجتماعية، أما الثانية ففي:

الطبّ الشعبي في المخطوطات العجمية: الشيخ برما تشيرو نموذجا  (مقاربة وصفية ومعجمية)  

هذا البحث قيد النشر في مجلة الجامعة الإسلامية بالنيجر؛ توصل الباحث إلى استغلال مخطوط نادر للشيخ برم تشيرو ـ في بماكوـ الذي تمكن من تقديم دراسة في غاية الأهمية عن الرقى الطبية الأفريقية وأشجارها من خلال المخطوطات العجمية؛ مركزا على أنواعها ومحتوياتها وميزاتها وفوائدها؛ مع الإشارة إلى مواقعها وأساليب استغلالها؛ فقام الباحث بتتبع الجوانب اللغوية المختلفة في هذا المخطوط بمنهجية علمية رصينة.. ثم أخيرا وضع مسرد بمصطلحات طبية (علاجية) وردت في النّماذج المدروسة.

5.    المشاركة في ورشات همبورغ

من عام 2015 وجد بعض الباحثين في القسم العربي فرصة عقد حول البحث في فهرسة المخطوطات ودراستها حظي منه ثلاثة من الزملاء، فانكبوا العمل وتمكنوا من المشاركة في استعراض بحوثهم في ورشات تنظمها معهد دراسة ثقافة المخطوطات بهمبورغ ـ ألمانيا في نوفمبر 2017، و مثله 2018.

6.    مجلة القسم

عرف القسم العربي مجلة علمية محكمة وسم بمجلة القلم منذ 2011، فتم إصدار العدد الأول، ولكن لبعض الظروف توفقت المجلة، وفي 2017 تم الاتفاق بعد جلسة في القسم على إحياء المجلة، وفي 2018، تم إصدار العدد الثاني والثالث في 2019، عرف العددان مقالات في المخطوطات، كما سبق أعلاه.

نخلص إلى أن القسم العربي في السنتين 2017ـ 2019 كان على رأسه ذ. إسماعيل زنغو برزي قدم أنشطة علمية في غاية الأهمية حول المخطوطات بحثا ونشرا وتحقيقا، ومشاركات في الندوات العلمية في الداخل و الخارج، ناهيك عن إنشاء مختبر في اللسانيات العربية، وكذا إعادة إحياء المجلة العلمية؛ مما جعله في قائمة أفصل قسم في وقته بالجامعة من حيث الإنتاج والتحصيل العلمي بشهادة العمادة الرئاسة.