الأربعاء، 1 يوليو 2020

ألفا محمد بن مبارك بن طفى السَبَّاقُ إلى ترقين صنغي بالحرف العربي في تمبكتو








هذا العنوان " ألفا محمد بن مبارك بن طفى السَبَّاقُ إلى ترقين صنغي بالحرف العربي في تمبكتو " يتطلب منا وقفة بتحديد المصطلح الصِرَافِي لـ "السَبَّاق" على وزن فعَّال الذي يؤتى به للكثرة، خلافا لوزن أفْعَل: أسْبْق؛ وفيه يقول سيبويه " أما ما يكون صاحب شيء يعالجه فإنه مما يكون فعّالا، وذلك قولك لصاحب الثياب: ثوّاب، ولصاحب العاج: عوّاج، ولصاحب الجمال الذي ينقل عليها: جمّال، ولصاحب الحمر الذي يعمل عليها: حمّار، وللذي يعالج الصرف: صرّاف وهذا أكثر من أن يحصى"  ] . ولهذا؛ فليس هدفنا ـ في هذا البحث ـ القول بأسبقية الإمام "ألفا محمن ..."على غيره من العلماء الأفاضلة، بقدما يبرهن على أن الترقين بالأبجدية العربية لكتابة صنغي أصبح المهنة التي يزاولها، كما يمارسه غيره من العلماء؛ إلا نا ـ في هذا البحث ـ  وقفنا على مادة علمية غزيرة عند شيخنا، كما سنرى.

هو ألفا محمد (محامان) بن المبارك بن المصطفى (طفى) بن ألفا صالح (سالم) بن بودة بن عبد الرحمن بن التركي الإسطنبولي.
ولد ألفا محمن بن المبارك عام 1295هـ - 1874مـ بمدينة تمبكتو، وبها تربى وترعرع وتلقى اللبنات الأولى في طلبه للعلم، ثم اتجه في طلب العلم نحو مدينة جني بأمر من والده، ومكث بها عدة سنوات لطلب العلم، وبعد عودته من جني اتصل بالعالم الجليل والزاهد الورع الشيخ سيد عالي بن عمر الأرواني، وهو مفتي مدينة تمبكتو آنذاك.
وقد تأثر ألفا محمن  بأخلاق وأفكار الشيخ سيد عالي ووجد فيه ضالته فأخذ عنه الورد التجاني؛ لأنه كان زاهدا ومحب الفراغ للتعبد كشأن المتصوفة بصفة عامة.
وبعد ذلك اختار ألفا محمن السفر لنشر الدعوة الإسلامية والإرشاد، ونشر الطريقة الصوفية. وكان الشيخ إذا حَلّ بقرية لا حظ ما يمارس أهلها من الأعمال والعادات والتقاليد،فإذا رأى ما تخالف التعاليم الإسلامية السمحة، حاول تقبيح هذه الأعمال في أعين ممارسيها باستعمال القاعدة الربانية ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)
وكان رحمه الله يكتب نظما فيذم السيئ طالبا الابتعاد والهروب عنه؛ ذاكرا لهم البديل،  وهذا الذي عمل في تحويله الحكيم ألعاب المجانين التقليدية المشعوذة، إلى محافل للمدائح النبوية حاول فينظمه تسهيل استيعابها وحفظها؛ لذلك سماه البعض بشاعر النبي كما سمى نفسه بهذا الاسم.
إضافة إلى منصبه إماما، فكان الشيخ إلى جانب ذلك مستشارا للقاضي الفرنسي بديري وقت الاستعمار[1].
ولقد قام الشيخ برحلات كثيرة في المنطقة في سبيل العلم ونشر هذه القصائد بين الناس كمنطقة شِرْفِكَا وكُورُنِيَا وكان الشيخ يتلقى دعوات من الفقهاء وأكابر الناس لأجل علمه ومؤلفاته الأدبية ؛لذا قضى جل عمره في التنقل بين القرى ولم يسكن بديري إلا مؤخرا وعُين إمام لمسجد ديري[2].
وقد أسس ألفا محمد بن المبارك مكتبة منذ بداية القرن العشرين الميلادي، في غمبلاGimballa  وبالأخص قرية أنغورك  N’gorkou (غورانيا) حيث كان المرحوم قاضيا لجميع الإمارة التي تحتوي على خمسين قرية مجتمعة فهذه القرى موجودة حاليا في مديرة نِيَفِينْكيNiafinke، إقليم تمبكتو.ثم إن المكتبة انتقلت إلى مدينة ديري بانتقال صاحبها إلى هذه المدينة بعد تعيينه إماما وخطيبا لمدينة ديري من قبل أهالي المدينة.
 أما عن مؤلفات الشيخ فقد تفرقت ومن الصعب استيعاب كل أعماله في وقت قصير، فلابد من بحوث وجهود ورحلات في المنطقة لكي نستطيع إيجاد معلومات قيمة حول مؤلفاته، ولكن إلى حد الآن، وجد للشيخ:قصائد كثيرة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي السيرة النبوية، والإصلاح، والوعظ والإرشاد وكلها نُظُم باللغة العربية. أما عن اللغات العجمية فقد نجد له نظما في المديح بلغة صنغي والفلانية، وترجمة كتب فقهية،وتفسير القرآن؛وأعانه على ذلك تدريسه لكتب الفقه والتفسير والأدب باللغة العجمية للتلاميذ والأقارب.
توفي ألفا محمن 21  من جمادى الأخيرة عام 1378هـ الموافق 1958م بمدينة ديري عن عمر يناهز 84 سنة، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه.
ما تجليات الأسبقية؟
إذا نظرا للرحلات اللآمتناهية التي قام بها الشيخ في المنطقة وتكوينه عددا من طلبة العلم؛ ظلت مؤلفاته مبعثرة بين بعض تلامذته، هذا الذي استكشفه أحفاده بعد وفاته، فعينوا عمر بن أحمد ابن ألفا محمد مبارك بالبحث والتنقيب عنها في كل من إقليم تمبكتو، مرورا بنِيْجِر، فتوصل إلى جمع كمٍّ هائل من المخطوطات، وإعادة كتابة المدائح عام 2004،  وقد رأيت مكتوبا في هذا يصل إلى 150 صفحة.[3]
في هذا المخطوط 48 نظما، كلها في صنغي، عدا ما نذر في الفلانية، وتتراوح موضوعاتها بين: الصلاة على النبي، ومدح النبي (ص)، والحث على عبادة الله وإتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم...إلخ
وهذا في الواقع لا يمنعنا القول بوجود مخطوطات عجمية أخرى في موضوعات مختلفة؛ لم نستكشف سنة ترقينها، وخاصة لـألفا محمد ميغا سنكوري تحت رقم 4570، 4574، 4573، 4572، 4570، أحمد بابا. فيها موضوعات غزيرة  والعلمية مهمة؛ فتناولت نفس الموضوع التي اشتغل به شيخنا في المدائح النبوية، والتصوف...إلخ، وبالنظر إلى نوع ورقة المخطوط، يلاحظ أن أغلبها حديثة نسبيا.
تتمحور ريادة الشيخ في هذا الجهد العلمي بوضع أبجديات منسجمة مع شتى المستويات اللغوية في صنغي، وفعلا وفَّتْ  المستوى الصوتي والصرفي والتركيبي.
1.    كيف ظهرت المخطوطات العجمية لدى الشيخ؟
أما عن سبب استعمال الأبجدية العربية لكتابة لغة صنغي لدى الشيخ، فقد قال ـ حفيده عثمان سيسي ـ إنه عمل هذا تأسيا بالفلانيين وخاصة محمد سعاد [4]، الذي قرض نُظُما من هذا القبيل في التصوف والمدائح القائمة على الأناشيد المنتشرة في أوساط الفلانيين؛ فاقتدى به الإمام؛ ومن هنا جاءت هذه النظم الهائلة بلغة صنغي.[5]
في الواقع، نظرا للتنوع اللغوي والثقافي لساكني القرى والأرياف وسط الشمال؛ فإن شيخنا " ألفا محمن "  قد تأثر بمحمد بن عبد الله من سعاد؛ ذلك أن إعجاب الخلف  بالسلف والاستفادة من تجربته ليس بدعة؛ إذ إن منطقة ماسينا مترامية الأطراف تتداخل مع إقليم تمبكتو، إضافة إلى أن الشيخين تعايشا في نفس القرن، وربنا التقيا، أو التفى ببعض تلامذة محمد سعاد.
وبناء على هذه الرحلات العلمية التي قمنا بها في المنطقة والاحتكاك بالمخطوطات العجمية في صنغي، يمكن تقسيم أنواع المخطوطات العجمية فيها بالطريقة التالية:
1.    النص الأصلي للمخطوط عجمي
2.    النص الأصلي مشكل بين صنغي والعربية، وصنغي هي الغالبة.
3.    النص الأصلي بالعربية، وأخرى ثانوي بين السطور في صنغي.
4.    النص الأصلي عربية، وصنغي ثانوية في الهامش.
النموذج المختار الأول
1. هذا النموذج  رقمه 5604 مركز أحمد بابا تنبكت، عنوناه بـ : نظم في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، كما سنرى النص الأصلي في الملحق.

نخلص إلى أن الشيخ ألفا محمن بن مبارك طفى السباق في خدمة الخط العربي عبر كتابة لغة صنغي بالأبجدية العربية؛ إذ خلف لنا مؤلفات كثيرة، وهذا المخطوط يتناول موضوع التصوف، الذي حمل في طياته عددا من النصائح القيمة؛ التي تعد من أولويات المشاكل التي تعانيها أبناء المنطقة.
وبهذه الرسالة، حقق الشيخ هدفه، بأن جمع الناس تحت راية الإسلام، بابتعادهم عن الشرك؛ بما في ذلك ذب الناس عن هذه الأناشيد التقليدية التي تقام لعلاج المجانين؛  بالإتيان بهذا البديل القائم على هذه الأناشيد الصوفية.


[1]ـ كان الشيخ في قائمة 12 مستشارا للقاضي الفرنسي في ديري؛ راجع الوثيقة الموقعة تحت رقم 77، بتاريخ 27/05/1958 في الهامش.
[2]ـ لقاء فريق البحث مع عثمان سيسي وعمر سيسى المكلفين بإدارة مكتبة ألفا محمد مبارك في ديري بتاريخ 25 /08/ 2015 ضحى.
[3]ـ اطلع عليه فريق البحث أثناء زيارته الأخيرة لديري، في لقائه مع عثمان سيسي وعمر سيسى مساء 28/05/2016.
[4]ـ ولد محمد بن عبد الله بن سعاد الفوتي سنة (1231هـ/1815م) في كسامبارو، انديلي، التابع لإقليم كوكليكور. كان محمد بن عبد الله سعاد وليا صالحا، وحافظا للقرآن الكريم، قضى كل حياته في تلاوته وتعليمه، وشاعرا مفلقا، مشهورا بمدح النبي صلى الله عليه وسلم، وتزيد قصائده على 3000 آلاف قصيدة باللغة العربية والفلانية تشمل المدح والوعظ والإرشاد والزهد والتحذير من الدنيا، والترغيب في الآخرة، شأن الصوفية الكرام. وقد جمع في قصائده لب العلوم بأسلوب حكيم، وفهم سليم مستقيم، وبرأي صائب. وتوفي في قرية دينا Dina سنة (1269هـ/ 1852م) عن عمر يناهز 37 سنة. راجع: الفلانيون وإسهاماتهم في الحضارة الإسلامية بمالي خلال القرنين ( 12ـ 13هـ / 18ـ 19م) محمد جاكايتي، ص: 111، 2006ـ 2007، جامعة الزيتونة، تونس، (أطروحة غير منشورة).
[5]ـ لقاء فريق البحث مع عثمان سيسي وعمر سيسى المكلفين بإدارة مكتبة ألفا محمد مبارك في ديري بتاريخ25 /08/ 2015 ضحى.

Dans le thème intitulé « Alpha Mohamad b. moubarak b. tapha : pionner  de la transcription de la langue songoy avec les caractères arabe à Tombouctou ».

Dans le cadre de la recherche sur les manuscrits en langues locales, il a été constaté que les bibliothèques de manuscrits de Tombouctou enferment une riche production dans ce domaine. Nos illustres savants ont utilisé l’alphabet arabe pour produire tout un fonds de savoir dans leurs langues maternelles.  Aussi nous trouvons des correspondances et des archives dans ses langues locales. Selon des sources, ces correspondances sont utilisées le plus souvent en tant de guerre pour que l’ennemi ne puisse pas s’en enquérir des informations sur l’autre camp.   

Nous pensons que cette création locale à un double avantage :

  1. Un outil adéquat pour préserver et pérenniser nos langues nationales,
  2. La facilité d’apprendre et d’acquérir le savoir dans une autre langue étrangère. 

 L’utilisation de l’alphabet arabe pour produire des œuvres littéraires a servi beaucoup à l’enrichissement de notre savoir et savoir-faire. De manuscrits en littérature, sciences islamiques, médecine traditionnelle, astrologie, correspondances en langues nationales côtoient sur les rayons des bibliothèques des écrits purement en arabe ou dans d’autres langues étrangères. Les chercheurs en la matière ont estimé qu’environ 10% du contenu dela bibliothèque de l’Institut Ahmed Baba de Tombouctou sont en langue locale.

La langue songoy est considéré parmi les langues les plus répandues au Mali, représentent une principale langue de communication du centre à l'extrême nord du Mali. Elle est parlée dans chacune des régions de Mopti, Tombouctou, Gao, Kidal et Taoudéni. Cette langue se trouve sur plusieurs formes dialectiques tout au long du fleuve du Niger, à partir de la ville de Djenné et ses localités connexes jusqu’à la république du Niger voisine.  

Selon la recherche effectuée dans cette étude, Alpha Mahamane b. Mubarak b. Tapha est considéré parmi  les premiers érudits qui se sont intéressés à la production en masse des œuvres littéraires en langue soghoy. 

Né à Tombouctou en 1874 où il a reçu ses premières instructions de base, puis il se dirigea vers Djenné pour approfondir ses connaissances en littérature arabes et les sciences islamiques.

 Après son retour à Tombouctou il côtoya le soufi Cheikh Sidi Ali b. Oumar Al-Arawani. Alpha Mahamane fut influencé par l’enseignement et l’esprit soufi de son Cheikh, avec qui il devient un adepte du rite Tijania qu’on trouve en Afrique de l’ouest et dans le Maghreb arabe. Ensuite il effectua beaucoup de voyage dans la région pour prédire l’enseignement islamique et les idées tijanias.

C’était au cours de ses multitudes voyages qu’il a cohabité avec le milieu Peulh, et fut influencé par les poèmes du Cheikh Muhammad Abadoullahi Souad, des poèmes composés en langue peulh en l’honneur du Prophète Mohamed béni soit-il. Et depuis lors, Alpha Mahamane n’a cessé de produire des poèmes et des chants religieux, les thèmes abordés dans ses œuvres sont : panégyriques et biographie du Prophète béni soit-il, droit islamique et mysticisme.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق