الاثنين، 21 سبتمبر 2020

المشترك اللفطي في لغة البمنان

 


جمهــــــــورية مــــــــــــالي

وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي

جامعة الآداب واللّغات والعلوم الإنسانيّة

كليّة اللّغات والأداب والعلوم اللّسانيّة

قسم / الدّراسات والبحوث العربيّة

الدّفعة الثّالثة من الماستير


عرض حول
ظاهرة المشترك اللفظي في اللغة البمبرية


 


 

 إعداد الطالب: إسماعيل جرا             إشراف: أ.د: إسماعيل زنغو برزي

 المقدّمة

الحمد لله الذي خلق الناس جمعاء من نفس واحدة، وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا، واختلفت ألسنتهم وألوانهم ءاية من ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّد الأمين، الذي أوتي السبع المثاني والقرءان العظيم ومثله معه، فكان أحسن الناس كلاما، وأطبقهم للمحسنات المعنوية والبديعية في أحاديثه الشريفة، وعلى ءاله الطّاهرين، خير من استعملوا الجناس في كلامهم، وأصحابه المختارين، والتّابعين لهم بإحسان الذين شادوا الدين.        وبعد:

إذا أثبتت الدراسات الأنتروبولوجية واللغوية في الأونة الأخيرة أن اللغة شيء طبيعي في حياة البشرية-وإن اختلفت حول هذه المسألة الآراء والافتراضات- فإنه يجب أن تكون هناك نقاط مشتركة بين جميع اللغات كالفعل والأسماء والأدوات والمحسنات المعنوية والبديعية والحكم والأمثال ....الخ وإن كانت أساليب تناولها بين لغة وأخرى متشعبة ومتنوعة أو مختلفة تماما.

وبناء على هذا، فإن من الظواهر اللغوية التي تهتم بدراستها اللسانيات التداولية الكلماتُ التي تنطق وتقرأ أو تكتب بشكل واحد وتؤدي إلى معان مختلفة والتي تعرف باسم المشترك اللفظي عند اللسانيين.

ولكون لغاتنا الإفريقية لم تحظ بدراسات معمّقة في أغلب موضوعاتها، خاصة من الناحية البلاغية والتداولية؛ اخترنا هذا الموضوع لننخرط في سلك الذين ساهموا في بناء وتطور وتطوير هذه اللغات على مستوى دولة مالي خاصة وعلى المستوى العالمي عامة، وذلك تحت العنوان:

ظاهرة المشترك اللفظي في اللّغة البمبريّة

وتدرك أهمية هذا البحث في إسهامه في تطوير هذه اللّغة، وتيسير الطريق  إلى البحث والتعمق فيه، وإغلاء الشهوة والعشق للباحثين أكثر في هذا المضمار، وذلك بغية تحقيق أمنيات أبناء القارة اللغوية وسد أهداف كثير من الجمعيات التي أسست لأجل تطوير لغاتنا المحلية.

وتم تكوين هذا البحث من عدّة عناصر كالتالي:

v  تمهيد

v  التعريف بالمشترك اللفظي.

v  نماذج من ظاهرة المشترك اللفظي في اللغة العربية

v  نماذج من ظاهرة المشترك اللفظي في اللغة البمبرية

v  الظواهر المساعدة على التمييز بين مختلف معاني المشترك اللفظي في اللغة البمبرية

v  خلاصة.

هذا؛ وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التّحليلي في استقراء هذه المصطلحات، وذلك بالاطلاع على المعاجم اللغوية البمبرية والكتب أو المقالات النحوية زيادة إلى الملاحظة من خلال المحادثات والمرئيات والمسموعات. ولا ينكر الباحث وجود بحث له علاقة بهذاالموضوع، إلا أنه لم يطلع عليه بشكل علمي وأكاديمي.

والله من وراء القصد

وما توفيقنا إلا به، عليه توكّلنا وهو ربّ العرش العظيم.

 

الباحث


 

 

 

أولا: المحور النظري

تمهيد

تشكِّل الألفاظُ اللغوية المشتركة المعاني لاسيما العربية منها، مع ما صدَر لها من شروح، ودار حولها من مناقشات - جزءًا مهمًّا من التراث اللُّغوي والأدبي، غيرَ أنَّ موقف الباحثين واللغويين  حِيالَ هذه الألفاظِ، وحديثَهم عن طبيعتها وعن أهميتها ودورها في مجال التعبير، كان - وما يزال - خلافيًّا وغيرَ مستقرٍّ، كما أنَّ الكتب المحتوية على هذه الألفاظِ تنقصها المنهجيةُ، ويُعْوِزها التنظيمُ؛ وهذا ما جَعل من هذه الألفاظ قضيةً لغويَّة جديرة بالدراسة، لا سيما وأنَّ الظروف اللغوية الراهنة تقضي بالبحث عما يثْري اللغةَ، ويبعث على التمكُّن منها، وخاصة مما يتعلق بلغات الشعوب الإفريقية السوداء.

 

التعريف بظاهرة المشترك اللفظي

1.        المشترك اللفظي أو اللغوي هو اتفاق اللفظ مع اختلاف المعنى، أي أن تكون كلمة واحدة، ويختلف معناها باختلاف السياق الذي وجدت فيه الكلمة.

2.        وقيل: هو "اللفظُ الواحد الدالُّ على معنَيَيْن مختلفين فأكثر، دلالة على السَّواءِ عند أهلِ تلك اللغة"

3.        وقيل: "ما وُضع لمعنيين فأكثر، كالقرء للطُّهْر والحيض"

4.        ولعل تعريف أهل الأصول للمشترك هو أدق ما يُحد به، ويسمون بالمبادئ اللغوية مثل المشترك، والمتضاد، والمترادف، ومعاني الحروف، فالمشترك عندهم: "اللفظ الواحد الدال على معنيين فأكثر على السواء عند أهل تلك اللغة"؛ وذكروا أن الاشتراك في الأفعالِ كما في (راح: بمعنى ذهب ورجع)، والحروفِ مثل (مِن الجارَّةُ: تكون للابتداء، وللتبعيض، والواو: للعطف والحال)، والأسماءِ مثلوا له بعين الماء ، وعين المال، وعين السحاب

5.        ويعرفه المحدثون بأنه هو ما اتحدتْ صورة لفظة، واختلف معناها . أو هو أن تتعدد المعاني للَّفظ الواحد،

6.        وأما الدکتور وافي في کتابه "فقه اللغة" فقد قال عن المشترك اللفظي: "وذلك بأن يکون للكلمة الواحدة عدةُ معانٍ تطلق علی کل منها علی طريق الحقيقة لا المجاز" 

7.        وأما إبراهيم أنيس فله رأي متشدد في هذه القضية؛ ويقول: "كذلك إذا ثبت لنا من نصوص أن اللفظ الواحد قد يعبِّر عن معنيين متباينين، سمَّينا هذا بالمشترك اللفظي، أما إذا اتضح أن أحد المعنيين هو الأصل، وأن الآخر مَجازٌ له، فلا يصح أن يعد مثلُ هذا مِن المشترك اللفظي في حقيقة أمره

8.        ومن خلال التعريفات السالفة يمكن لنا أن نعرف المشترك اللفظي كتوافق صوتي لمعنيين فأكثر على لفظة واحدة، أو أن تكون لكلمة واحدة أكثر من معنى غير مجازي أو استعاري ولا يميز بينهما إلا السياق أو بعض الظواهر التمييزية كالنغمة والغنة وغيرهما كما هي الحال في اللغة البمبرية...

عوامل ظهوره

وتنتج هذه الظاهرة اللغوية في اللغات لأسباب عدة أهمها:

ü    اختلاف اللهجات، كأن تتواضع إحدى قبائل العرب على معنى ما لكلمة، وتكون هذه الكلمة ذاتها تحمل معنى آخر عند قبيلة أخرى، ومن ذلك كلمة السليط التي يعرفها عامة العرب بأنها الزيت، لكنها عند بعض أهل اليمن تكون بمعنى دهن السمسم، وهذا موجود في أيامنا هذه، فكلمة العافية في كثير من البلدان العربية تعني الصحة، لكنها عند أهل المغرب تعني النار.

ü   المجاز: وإن اختلفت فيه الآراء في ادراجه تحت هذا الباب.

ü   خضوع الكلمات لعوامل تعرية وتحوّر وزيادة، بحكم تقدمها في العمر، وهذا يجعلها تتشابه مع ألفاظ أخرى، فتصبح كلمات متشابهة في اللفظ مختلفة في المعنى.

ü   تعدد المعاني وكثرتها، وقلة الألفاظ جعل اللفظ يدل على أكثر من معنى، وهذا أمر طبيعي في اللغات، فالكلمات أقل من المعاني، لأنّ المعاني غير متناهية،

ü   سوء فهم المعنى، وبخاصَّة من الأطفال

ü   والاقتراض من اللغات الأجنبيَّة، فقد يحدث أن تطابق الكلمة المقترضة كلِمة كانت موجودة في اللغة من قبل فتكون معها مشتركًا لفظيًّا

ü   حدوث تطوّر في معاني الكلمات على مستوى اللَّهجات.

رأي اللغويين في هذه الظاهرة

 وقد اختلف اللغويون في ظاهرة المشترك اللفظي، فذهب فريق إلى وجوده وعرض لذلك أمثلة كثيرة، منهم الخليل و سيبويه والأصمعي وابن قتيبة وغيرهم، وهم يرون أن المشترك اللفظي ظاهرة تزيد اللغة ثراء وجمالا وأناقة وسعة، وثمة قسم آخر أنكر وجود المشترك اللفظي، وإن كان المنكرون قلة، ومنهم ابن درستويه، وعدّوه من باب المجاز ولا يخرج إلى ظاهرة مختلفة. وهناك رأي يتوسط هذه الآراء، يؤمن بالمشترك اللفظي إذا ثبت في نصوص تراثية صحيحة، ولم يكن سببه المجاز، ولا يوجد علاقات بين معاني الكلمات، إذ ماهي العلاقة بين الخال (الشامة في الخد) والخال (أخو الأم)، أو الخال (البرق). هذا المثال واضح في عدم وجود علاقة بين الكلمات التي اختلف معناها في كل جملة.

 

 

 

 

 

 

ثانيا: المحور التطبيقي لظاهرة المشترك اللفظي

مدخل

تعرف اللغة بأنها نظام يعبر به كل قوم عن أغراضهم، ولها مستويات تطورت عبر قرون الدراسات المتعلقة بها كالمستوى الدلالي التي ظهرت متأخرة بالنسبة للمستويات الصوتي والمورفولوجي والتركيبي، وللغة –اللغة الطبيعية أعني - كذلك خصائص عامة تشترك فيها جميع اللغات وأخرى خاصة، ولهذه الخصائص أهمية قصوى لا غنى عنها في تعيين وإدراك القصد من الكلام، ولا سيما ظاهرة المشترك اللفظي.

ومن خصائص اللغة الطبيعية ما يلي:

1.     خاصية الاصطلاحية: وقاعدتها: "لا تخاطب إلا مع الاصطلاح"

2.     خاصية التفاعلية: تحت القاعدة: "لا تخاطب بدون تفاعل"

3.     خاصية السياقية: وترتبط بقاعدة: "لا تخاطب إلا في سياق" وهذه الخاصية في غاية الأهمية قد يعالجها هذا البحث إن شاء الله.

4.     خاصية الإنبناء: وقانونها: لا تخاطب بدون الالتفات إلى معارف خلفية"

5.     خاصية القصدية وقانونها: "لا تخاطب إلا مع وجود القصد"

6.     وخاصية الإلتباسية، وهي مربط فرس هذا البحث، وقاعدتها: "لا تخاطب يستتبع دلالة دائمة الوضوح" أي أن اللغة الطبيعية لا يكون دائما محصور الدلالة بل قد يعتريها اللبس إما في الالفاظ أو التركيب أو غير ذلك، وهذا ما يميز اللغة الطبيعية عن الصناعية والصورية أو العلمية...

 

 

أقسام اللبس

ولذا، يمكن تقسيم اللبس أو اللفظ المشترك إلى ما يلي:

-         اللبس الصوتي، ويتعلق بالتحققات الصوتية وما يرافقها من تغيرات: كالزيادة والحذف والترقيق والتفخيم والإدغام والوقف والإمالة والجهر والهمس ... الخ

مثال:

 

في العربية

في البمبرية

الكلمات

كلّ متني

كلّمتني

FA A

A FAH

المعاني/الدلالات

تعبت أناملي

تحدثت معي

والده/ها

اقتله/ها

علة الاختلاف

السياق والنغمة الصوتية

 

-         اللبس الصرفي: وذلك أن هناك بعض الصيغ الصرفية في اللغة العربية تدل على معنى واضح إلا أنه توجد منها ما تدل على أكثر من معنى. أما اللغة البمبرية فقد تكون بزيادة لاحق أو سابق على المبنى الصرفي لتدل على معنى آخر. وهاك المثال:

 

في العربية

في البمبرية

الكلمات

استغفر

استشرى

A CE

AKA CE

المعاني/الدلالات

الطلب والسؤال

التحول والانتقال

زوجها

صديقتها

الملاحظة

الكلمتان على نفس الوزن وهو استفعل

إدراج سائق يؤدي إلى تغيير في المعنى

 

-         اللبس الدلالي: وهو أن يدل نفس اللفظ على معان مختلفة، أي ما يعرف بظاهرة المشترك اللفظي عند التداوليين. وهذا هو صلب الموضوع الذي نريد سرد بعض نماذج عنه في العربية وفي البمبرية خاصة.

المثال:

 

في العربية

في البمبرية

الكلمات

العين

FA

المعاني/الدلالات

منبع الماء- عضو الرؤية – الجاسوس – الذات – اسم حرف – مطر غزير....

الشبع – الوالد – الجنون – القتل – الملء – اسم شخص –

وبشيء من الغنة تعني: الأنحاء والبيضة – محل العمل للحداد – والخصية (عضو في الإنسان الذكر)

كيفية التمييز بين المعاني

السياق فقط

السياق والنغمة والغنة

 

-         ويوجد أيضا اللبس التركيبي والإنجازي والمجازي، سوف لا نطيل فيها الكلام، ونكتفي بذكرها فقط كما ترون.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نماذج من ظاهرة المشترك اللفظي في اللغة العربية

1-    توطئة:

لكون اللغة العربية لغة أصيلة وحضارية قديمة جدا، ولكونها تكوي على كثير من الموضوعات المتعلقة بالمشترك اللفظي كظاهرة الجناس، والمجاز والاستعارة وغيرها، فإنه يصبح من اللازم  أن توجد فيها كثير من النماذج في هذا الصدد، إلا أننا سنسرد بعض هذه النماذج على سبيل الاستشهاد فقط لا الحصر في الجدول الآتي:

2-    النماذج:

الرقم

الكلمات

المعاني أو الدلالات

1

العين[1]

أهل البلد، الجريان، الحاضرُ من كل شيء، خِيار الشيء، دوائر رقيقة على الجِلد، الدينار، الذَّهب، ذات الشيء، الرّبا، السيّد، السحاب، الشمس، العزّ، العلم، المال، منظر الرجل، المَيلُ في الميزان، وواحد الأعيان. والجماعةُ من الناس، والأصل، ومقدار نصف دانق من سبعة دنانير. والتعمّد والتقصّد والقربُ في المسافة. والنظير والذات والنفس والكل والمعدن والمخبأ والحارس والرقيب، واسم حيوان واسم بلد، والعين اسمٌ لكل ظاهرٍ تامّ، ولكل حقيقة أكيدة، ولكل مشاهدة مكتملة ومباشرة، وحقيقة المرء عينه، وحقيقة الشيء عينه، والوثوق عينٌ، والدليل عينٌ......الخ

2

العجوز

المنية، الإبرة، الأسد، الذئب، الخمر، المسك، جيد التَّمر، الجوع، الركية، القرية، الآخرة، الشَّمس، الطَّريق، السماء، الأرْض، الفرس، الصومعة، العرج، النبات، المعاقبة، الرمل...

3

قصّ

قد يسرع الذهن إلى القطع وقص الورق أو القماش، ولكن حين نكمل الجملة فنجدها: (قص الرجل الأثر) أو قص الراوي الحكاية التتبع والحكي والسرد.

4

نُكر

ضدّ عرفه- المنكر الَّذي لا تألفه النَّفس ولا تستريح إليه - غيَّرته وزنًا- الإنكار- أقبح - والمنكر: ما أنكره الشَّرع ولم يقبلْه وتوعَّد عليه، كالزِّنا والرِّبا وعقوق الوالدَين

وقد وردت في القرآن الكريم على هذه الستَّة الأوجُه[2]

5

طائرة

الحمام – الآلة الطائرة – الطيرة....

6

الخال

الشامة في الخد، وأخو الأم، أو البرق

7

بنت

بنت الشفة: الكلمة – بنت العين: الدمعة – بنت العقل: الفكرة – بنت اليمن: القهوة – بنت الأرض: الحصاة – بنت اليم: السفينة، بنات الفكر: الرأي أو الشعر ، بنات الليل: الأحلام – بنات النفس: الوسوسة – بنات اللهو: الأوتار....

8

ابن

ابن الليل: اللص، ابن السبيل: العابر، ابن الغبراء: الفقير، ابن الحرب: الشجاع، ابن الغمد : السيف....

9

أب

أبو مرة: إبليس، أبو الفنون: المسرح، أبو الأبرد: النمر، أبو يقظان: الديك....

10

أم

أم الكتاب: الفاتحة – أم القرى: مكة – أم الفضائل: العلم – أم الرذائل: الجهل – أم الخبائث: الخمر – أم عوف: الجرادة..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نماذج من ظاهرة المشترك اللفظي في اللغة البمبرية

1-    توطئة:

إن اللغة البمبرية لغة ذات نطاق واسع جدا حضاريا وتاريخيا وسياسيا واجتماعيا لا سيما في غرب إفريقيا وفي دولة مالي تحديدا، حيث تعتبر هي اللغة الوطنية الأولى والغالبة فيها لما تحمل في طياطها من علوم وفنون خطابية وكلامية مختلفة، حتى يضرب بها المثل في من هو كي اللسان أو يخطأ في خطابه أنه لا يفهم البمبرية.

ولذا، فإن هذه الظاهرة موجودة في هذه اللغة وبوفرة حتى لا تكاد تجد مفردة إلا ولها معنيان أو أكثر، وإن لم تعالج الظاهرة وسائر الظواهر اللسانية بدراسات أكاديمية معمقة ومنشورة.

وسنحاول أن نسرد بعض هذه النماذج على سبيل الاستشهاد فقط لا الحصر في الجدول الآتي:

2-    النماذج:

الرقم

المفردات باللغة وبالحروف البمبرية[3]

مختلف معانيها والتغيرات التي قد تطرأ عليها

1

Allah

الله – في شيء ما =فيه (وذلك بتقطيع اللفظ إلى كلمتين A   و La )

2

Ba

النهر – الأم – المعز – تسمية للأب – الكبير (صفة) – لقب فلاني....

3

Baara

العمل – نوع من الأنية تقطع مباشرة من شجرة (القدر الطبيعي)

4

Balo

الطعام – لقب أسرة.

5

Bin

العشب – السقوط – اليوم (من دون غنة)

6

Da

الباب – الفم – اسم عشب للشرب (نوع من الشاي) – الاضطجاع

 

7

Daba

نوع من الفأس للزراعة – اسم شخص – الباب الكبير – الفم الكبير (وهي كناية عن من التشدق بكلمات وعبارات فخمة دون القيام بعملها) – الضرب الشديد – الدابة

8

dabali

السحر – الضرب الشديد – التدبير ...

9

Dan

زرع – سابق – الحد – نوع من المرض ينحني الظهر.

10

Di

العسل – الإعطاء ...

11

Dͻgͻ

الحطب – السوق – القلة – الصغير – الإخفاء (وذلك من دون إمالة) ....

12

Fali

الحمار – القتل (بشيء من المد) – الشبع والمليان ....

13

Fari

نوع من الطعام – الجسد – التكنيس – أو أخذ شيء من مكان ما كليا.

14

Fere

البيع – الزهرة – وأما بالإمالة(Fɛrɛ ): فتعني الحيلة والتدبير – التوسعة – الساحة العامة - ....

15

Ja

اللذة – الظل – الجفاف – التجفيف – لقب فلاني

16

Jara

أصبح لذيذا- أصبح جافا – الأسد – لقب قبيلة – قوي وصلب....

17

Jakuma

الهرة  - وقت اللذة – وقت الجفاف -

18

Jamana

الدولة – التجبر والتكبر- في الجماعة ....

19

الوقوف – الشبكة – استصغار ....

20

Jͻn

العبد – مَنْ؟ -

21

Kaba

التعجب –الحجر – الذرة – نوع من المرض (البرص) – السماء- السجن – لقب قبيلة ...

22

Kala

العصا – التعليم والحرارة بشيء من الغنة

23

Koko

الجدار – الجوز – الملح (بشيء من الإمالة)...

24

Kolo

العظم – النواة – البئر (مع الغنة)...

 

25

Ku

الذيل – البقول –أما بالغنة فتعني: الرأس – والسبب والتوسع( Kun)

26

Kuma

الكلام – ذو ذيل- البقولات – ذو رأس – لقب قبيلة

27

الظهر – النهر – خلف أو وراء -

28

kͻmͻ

صيد النهر – الصنم – مسح الظهر ...

29

Kͻrͻ

الكبير – الشيخوخة – تحت – المعنى- نوع من الثمر والضيق والحرباء (بلا إمالة) – القبلة (بالغنة)...

30

Mara

الإدارة والسيادة – الادخار – الجنون – لقب قبيلة

31

Min

الشرب – أين؟ - الذي ...

32

Muso

المرأة- أي دار؟ - أي فرس؟

33

Na

المرق – الوالدة – الاتيان -

34

ɲɛ

أمام – العين – التحسين -

35

Nu

الفم – المخاط -

36

Nͻnͻ

اللبن – العصير غير ممزوج -

37

Sama

الفيل – هدية المسافر – الجذب

38

Si

الشعر – العمر – نوع من الشجر – بات -

39

Sin

الثدي – الطحن- الزحف

40

So

البيت – الفرس – لقب فلاني

41

Sogo

اللحم – الحلم – الحيوان – الغبي...

42

Su

الميت – الليل – الصوم (مع الغنة) – الحث – الملفوف – السكر -

43

Sͻn

القلب – الخلق السيء – الرضى – العطاء -

44

Tali

الأخذ- الذهاب (مع المد)

45

Tͻn

الجمعية – القفا – الجراد – الصب (بلا إمالة)...

46

Wolo

الجلد – الوادي- نوع من الطير – الانجاب ...

47

Zon

الصدأ – السارق -

الظواهر المساعدة على التمييز بين مختلف معاني المشترك اللفظي في اللغة البمبرية

-         السياق، نحو: الفرق بين الأم والنهر

-         التنغيم، الفرق بين النهر والمعز

-         الغنة، الفرق بين السبب والذيل

-         الإمالة، نحو الفرق بين الواحد والشيء المفعول

-         السوابق، نحو: المرق والاتيان

-         الدخيل، نحو

-         اللواحق، نحو

-         الخبرة والامتياز في فهم اللغة البمبرية.

الخلاصة

سواء قلَّ المشترك اللَّفظي إلى الحدّ الَّذي اعترف به منكروه سيما في اللغة العربية، أو كثُر إلى الحدّ الَّذي كتب فيه بعضهم مصنَّفات، فالأمر واحد، وهو أنَّه موجود في اللغة، والبمبرية خاصة، وله دَور في تحديد هذه الدلالة أو تلكغير أنَّ الفرق الَّذي قد يبدو بين هذا الفريق وذاك: أنَّ المثبتين له لم يبحثوا في أسباب وجودِه في اللُّغة، بل اكتفَوا بحدّ القول به وأنَّه من اللهجات القبليَّة، أو من التوسّع المجازي، أو ربطوها بالتنغيم والغنة والإمالة وما شاكل ذلك من آراء لم يرُم أصحابها التَّفصيل فيهابيْنما فصَّل المقلّلون منه، أو المنكِرون له، في أسباب حدوثِه بما يدعم آراءهم ويزكِّيها، غير أنَّ المتتبّع لما ورد في اللغة من ألفاظ دالَّة على المشترك في أغْلبها، سيلاحظ أنَّها تعود إلى النقل والارتِجال وتنوُّع الاستعمال؛ لذلك لا بدَّ لضبط دلالة هذا النَّوع من الألفاظ، من القيام بدراسات تُعنى بتاريخ الكلِمات في علاقتها بمصادرها الفعلية، وتتبّع الطُّرق التي استعملتْ بها فيها، وتتبُّع دلالتها في كلّ مرحلة، ليتميَّز المنقول والمرتَجل فيها عن غيره، وهذا النَّوع من الدراسات هو ما تفتقر إليْه مكتباتُنا اليوم؛ إذ لو تتبَّعْنا كيفية استعمال الكلمات، لأمكننا الوصول إلى معناها الأصلي، ولزال كثير من الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين العلماء في آرائهم؛ لأنَّ المشترك اللفظي أحدها.



[1] - تتميّز كلمة (العين) في اللغة العربية، بعدد معانيها الكبير الذي وصل حتى مئة معنى، حسب ما ذكره مصنّفون كبار. وعلى الرغم من أن المعاني المئة لكلمة العين، غير معروفة بالكامل، إلا أن ما تم الوقوع عليه زاد عن خمسين معنى لها، حسب أمّهات العربية، وبالجمع بينها، لا يبتعد عددها عما قيل إنه يزيد عن المئة.

وبحسب (لسان العرب) لابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم، والمتوفى سنة 711 للهجرة، فإن كلمة العين تمتلك قرابة خمسين معنى

[2] - 1-  "نكِرَهُ" بكسر الكاف و "أنكرَهُ" ضدّ عرفه، فمن الأوَّل: ﴿فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ﴾ [هود: 70]، ومن الثاني: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا﴾ [النحل: 83].

2- "نُكر" بضمّ النون وسكون الكاف أو ضمّها، كلاهما بمعنى: المنكر الَّذي لا تألفه النَّفس ولا تستريح إليه، فمن الأوَّل: ﴿لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً﴾ [الكهف: 74]، وقِس عليه (87) الكهف، (8) الطَّلاق، ومن الثاني: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ﴾ [القمر: 6].

3- نكَّرت الشيء بمعنى: غيَّرته وزنًا ومعنى؛ ﴿قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا﴾ [النمل: 41]؛ أي: غيِّروا معالمه لئلاَّ تهتدي إليه.

4- النَّكير كظريف، ومعناه: الإنكار، ومنه: ﴿فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ [الحج: 44]؛ أي: فكيف كان إنكاري عليكم؟! ومنْه أيضًا قولُه تعالى: ﴿مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ﴾ [الشورى: 47]؛ أي: لا تستطيعون إنكار ما اقترفْتموه من الذنوب.

5- "أنكر" في قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ﴾ [لقمان: 19] ومعناها: أقبح الأصوات.

6- "المنكر" بفتح الكاف: اسم مفعول من الرباعي المهموز، وقد وردتْ في الكتاب الكريم آياتٌ كثيرة تذْكر المعروف والمنكر متقابلَين، فالمعروف: ما عرفه الشَّرع ورضِيه وأمر به، كالصَّلاة وصِلة الرَّحِم وطاعة الوالدَين، والمنكر: ما أنكره الشَّرع ولم يقبلْه وتوعَّد عليه، كالزِّنا والرِّبا وعقوق الوالدَين.

أمَّا "المنكر" في قوله تعالى: ﴿تَعْرِفُ فِي وَجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا المُنكَرَ﴾ [الحج: 72]؛ أي: إنكار القرآن حين تُتلى عليهم آياته، وهي هنا مصدر ميمي.

وأمَّا "المنكر" في قوله تعالى: ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ﴾ [العنكبوت: 79]، فالمراد إتيان كلِّ ما يُخالف الشَّرع والخلق الكريم، وأمَّا "منكرون" في قوله تعالى: ﴿إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴾ [الحجر: 62] أي: مَجهولون عندي غير معروفين.

[3] - وهي الحروف التي تم الاتفاق عليها على المستوى العالمي لكتابة اللغة البمبرية، وتتميز ببعض الحروف كالتالي (ŋ- ͻ- ɲ- ɛ)



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق